في رسالة سياسية بأبعاد استراتيجية حيا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس صمود المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا بذلك مواقف بلاده من الصراع في المنطقة العربية.وتجمع آلاف اللبنانيين على طول الطريق الواصل بين المطار الدولي والعاصمة بيروت تحت هتافات ''خوش أمديد'' بالفارسية (أهلا وسهلا) وصيحات الله اكبر لاستقبال الرئيس الإيراني في أول زيارة يقوم بها إلى لبنان منذ اعتلائه كرسي الرئاسة في طهران عام .2005 وفي أول تصريح له قال الرئيس الإيراني إنه يدعو كافة اللبنانيين وبمختلف توجهاتهم وطوائفهم إلى التوحد للمحافظة على وحدة بلدهم في رد واضح على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي أكدت من مدينة بريشتينا عاصمة كوسوفو إلى جهود بلادها لمواجهة كل مساع تهدف إلى زعزعة استقرار هذا البلد. وقال الرئيس نجاد انه ''مادامت عقلية الاعتداء موجودة في المنطقة فإنها لن تعرف الاستقرار'' راميا بذلك التهمة عن بلاده إلى إسرائيل التي حملها مسؤولية حالة اللااستقرار التي تعرفها المنطقة العربية منذ أكثر من ستة عقود. ولم تستسغ لا الولاياتالمتحدة ولا إسرائيل هذه الزيارة وشنتا حملة واسعة عليها و''نوايا ''إيران منها إلى درجة أن نائبا يمينيا إسرائيليا ذهب إلى حد المطالبة باغتيال الرئيس الإيراني خلال هذه الزيارة. وقال اريي الداد عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكينيست على أي جندي إسرائيلي يضع الرئيس الإيراني في سدادة بندقيته أن لا يتركه يعود إلى بلده في دعوة علنية للقتل. وهي الدعوة التي رد عليها الرئيس أحمدي نجاد في ندوة صحفية عقدها مع الرئيس ميشال سليمان أن ''للبلدين مصالح مشتركة وعدو واحد في إشارة إلى إسرائيل'' رغم الانتقادات التي لقاها من جانب مختلف الأحزاب والطوائف الموالية للحكومة اللبنانية ضمن ما يعرف بقوى الموالاة المعارضة لحزب الله. وقال الرئيس نجاد أن المقاومة اللبنانية تمكنت من زعزعة ميزان القوى في المنطقة في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وفشله في القضاء على حزب الله الذي أبان على مقاومة غير منتظرة وأفشل عملية عناقيد العنب التي أبطلت مقولة الجيش الذي لا يقهر. ولكن إسرائيل والولاياتالمتحدة وكل الدول الغربية انتظرت الظهور غير المسبوق للرئيس الإيراني مع زعيم حزب الله حسن نصر الله في اكبر تجمع شعبي في جنوب البلاد والتي تمت في ساعة متأخرة من نهار أمس وهي أكبر رسالة من نجاد ونصر الله باتجاه إسرائيل وواشنطن.