تعج المجمعات التجارية والأسواق الشعبية طوال العام بالكثير من الزبائن من مختلف الأعمار والأجناس، كما تعج بالمقابل بكثير من المتسكعين الذين يستهويهم التجول فيها دون قصد الشراء. وقد تفاقمت هذه الظاهرة بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة في مجتمعنا بالشكل الذي زادت معه ظاهرة المعاكسات وتراجع معه بالمقابل ارتياد الأسر لبعض لأسواق التجارية، بحسب ملاحظة بعض التجار. تعتبر المراكز التجارية القِبلة الأولى للكثيرين خلال أيام العطل الأسبوعية وطوال فصول السنة خاصة في مواسم التخفيضات، وهو ما يؤدي إلى اكتظاظ هذه المراكز بالمتسوقين من جهة والمستكعين من الباحثين عن التسلية وتمضية الوقت من جهة أخرى، وهو ما يسبب أحيانا الكثير من الإزعاج والمضايقات للزبائن خاصة النسوة منهم اللائي يحاصرن بالمضايقات، والباعة الذين باتوا هم كذلك محاصرين بالشباب ممن يأتون إلى هذه الأماكن دون هدف. بعض الذين تحدثوا إلى ''المساء'' أكدوا وجود الظاهرة وعبروا عن تذمرهم من تناميها. يقول بائع ملابس الأطفال بالمركز التجاري ''ماسينيسا'' الكائن بمدينة الرويبة إن ظاهرة المتسكعين في المراكز التجارية والأسواق ظاهرة معروفة من قبل الجميع، وتثير الكثير من الإزعاج. وبدل أن تتراجع هذه الظاهرة زاد انتشارها، بل إنها تطورت إلى طرق وأساليب مختلفة. يقول: ''ما نراه اليوم في المراكز التجارية والأسواق يثير الشفقة على هؤلاء الشباب الذين يأتون إلى هذه الأماكن جماعات لا هم لديهم سوى التسلية ومعاكسة الفتيات''. كذلك قال بائع أحذية نسوية بذات المركز التجاري إن الشباب المتسكعين بين المحلات كثيرا ما يثيرون الشجارات بحكم معاكساتهم للبنات ومنهن من يكن بصحبة ذويهن ولكن لكثرة الزحام فهن يمشين منفصلات عنهم فيتشابك البعض مع الشباب المعاكس وتصل الأمور حد العراك بالأيدي حتى يتدخل بعض الباعة لفض الشجار. هناك صورة أخرى لبعض المتسكعين الذين لا يولون أدنى اعتبار للمتسوقين الآخرين ويتصرفون بشكل علني أمام الجميع، دون حشمة مثل استعمال mp3 بصوت عال، أو التحدث عبر الهاتف والسب والشتم علنا مع محدثيهم.. وقال المتحدث إن ما يدفع بمثل هؤلاء إلى هذه التصرفات وقت الفراغ الذي يعيشونه ونظرتهم السطحية للحياة. وأكثر ما يثير الاشمئزاز لدى رب أسرة استوقفناه نسأله رأيه في الأمر، أولئك الشباب المستهترون ممن يرتدون السراويل الساقطة عن الخصر، وبعضهم يضعون أقراطا وآخر يضع ''الجال'' على شعره بطريقة غريبة، ثم يقصدون الأسواق والمراكز التجارية دون غاية لهم يراقبون تحركات البنات للمعاكسة، والأكثر من ذلك أنهم يتسببون في اكتظاظ كبير خاصة في المناسبات، ما يحدد تحركات أرباب الأسر أو تغيير هؤلاء الوجهة للمحل التجاري رغم فارق الأسعار. ''يحدث كل هذا - يواصل - أمام أعين المسؤولين عن الأمن الذين يبدو أن عملهم يقتصر على الوقوف في مكان معين أمام مدخل الأسواق والمراكز التجارية دون حراك، وأنا اعتقد ان تفعيل الرقابة داخل أروقة المراكز التجارية تكون من خلال منح صلاحيات لأعوان الأمن وتأهيلهم على كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، أو اعتماد كاميرات مراقبة تغطي الأماكن العامة وهذا شأنه وضع حد لاستهتار بعض الشباب.كما كشف المتحدث انه يتفادى ارتياد تلك الأسواق إلا للضرورة الملحة مشيرا إلى أنه يفضل محلات ألبسة أو أحذية بعينها أين يجد الراحة دون الازدحام. أغلب الاتهامات بالمعاكسة والإزعاج توجه إلى الشباب، إلا أن محمد يرى أن الفتيات كذلك يتحملن جزءاً من المسؤولية، لأنهن أيضاً يتسكعن في الأسواق بنفس الطريقة التي يقوم بها الشباب، ويأتين إلى الأسواق دون غرض أو حاجة محددة إلا التجوال، فبعضهن يطاردن الشباب بنظرات الإعجاب والرغبة في التعرف عليهم. يقول محمد: ''بعض الفتيات لا يلتزمن بالملابس المحتشمة حيث يأتين إلى الأسواق بلا غاية سوى عرض ماكياجهن ولباسهن الضيق، وهو ما يدفع الشباب إلى معاكساتهن. كما قد يصل الحال ببعضهن إلى التحدث مع الشباب مباشرة بأعذار مختلفة كالسؤال عن مكان محل معين أو البحث عن مخرج المركز التجاري وغيرها من الطرق التي يجدها الشباب موضوعا في مجالسهم . وقال بائع حجابات بالمركز إن الكثير من الفتيات يتوجهن إلى الأسواق وكأنهن ذاهبات إلى حفلات سهر حيث يفتقدن الاحتشام ويرتدين ملابس فاتنة إضافة إلى التعطر بأنواع العطور مما يلفت الأنظار إليهن، مؤكدا أن معظم الشباب لن يتجرأوا على معاكسة الفتيات المحتشمات اللواتي لا يثرن الانتباه. وهي الصورة التي يؤكد بشأنها الشاب أنها في ازدياد مطرد مما أدى - حسبه - إلى تراجع عدد العائلات التي ترتاد المراكز التجارية.