لخص ضيفا قاعة ''محمد زينات'' برياض الفتح أول أمس، السيدان أكيميكو شيوتا وهيروشي تاكاهاشي، التجربة السينمائية في بلدهما اليابان بأنها لا تقل ريادة عن مراكز صناعة السينما في العالم... اللقاء الذي نظمته سفارة اليابان في الجزائر بالتعاون مع ''مؤسسة اليابان'' لنشر الثقافة اليابانية في العالم، أشار فيه السيد تاكاهاشي إلى واقع السينما في بلاده قائلا ''سمعت أن السينما الجزائرية حاليا تعيش بعض الصعوبات عكس حال السينما اليابانية التي تعرف انتعاشا''، ليستعرض بعدها تاريخ سينما بلاده التي ازدهرت في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي وحققت في اليابان وحدها حوالي مليار متفرج سنويا، بمعنى أن الياباني يدخل على الأقل 10 مرات الى قاعة السينما لمشاهدة فيلم، ووصل عدد القاعات حينها الى 7 آلاف قاعة، ومع بداية الستينيات تراجع قطاع السينما نوعا ما، خاصة مع ظهور التلفزيون وغزو الفيلم الأمريكي والأوربي لليابان، ومع مطلع سنة 2000 عاد الانتعاش وأصبحت اليابان تنتج 400 فيلم سنويا، الأمر الذي يستغربه مخرجو أوربا، خاصة الفرنسيين لكنها حقيقة يثبتها العرض. ما يميز الفيلم الياباني، حسب المتحدث، هو ميزانيته المتواضعة جدا مقارنة بالفيلم الفرنسي أو الجزائري، فغالبا ما لا تتعدى ميزانية الفيلم 100 مليون دينار جزائري وحتى أن بعضها يصل إلى 10 ملايين دينار فقط. ويضيف مؤكدا ''الغرب لا يؤمن بهذه الميزانيات، لكننا نقول أننا نتقن هذه الصناعة وبأقل التكاليف''، ما عدا فيلم ''دورورو'' الذي بث أول أمس الخميس بقاعة زينات، فإن ميزانيته وصلت إلى ملياري دينار جزائري وصور في 90 يوما، وهو من أشهر الأفلام في العالم، أما فيلم ''رينغ'' الذي عرض أمس الجمعة، فقد حول الى طبعة أمريكية ووزع في كل أرجاء العالم. وأضاف الضيف أكيهيكو شيوتا، أن السينما في اليابان مستقلة ولا تأخذ إعانات من الدولة مثلما هو الشأن في فرنسا أو كوريا، كما أنها لا تلهث وراء الربح السريع، فما يهمها أولا هو مضمون الفيلم الفني والتقني، فهو الضامن لاستمرارية هذه الصناعة. بالمناسبة، أشار الضيفان إلى أنهما لم يخضعا لتكوين سينمائي أكاديمي، لكنهما تكونا في قاعات السينما وفي مواقع التصوير، شاقين مشوارهما بمالهما الخاص البسيط، وساعدهما في النجاح تطور وسائل التصوير. عكس الدول الإسلامية، فإن اليابان تنتج أفلاما إباحية كثيرة وغالبا ما تكون المدرسة الأولى للمخرجين المبتدئين، ومنهم المخرج الحائز على جائزة أوسكار الأخيرة بالولايات المتحدة. الضيفان قدما نصيحة للمخرجين الجزائريين الشباب منهم خاصة، كي لا ينقادوا وراء قالب الإنتاج الفرنسي المكلف، والاقتداء بالتجربة اليابانية الرائدة. الخلاصة أن أهمية الفيلم لا تحددها الميزانيات الضخمة ولا فترات التصوير الطويلة، بل يحددها العمل وتجنب الرداءة واستغلال الأموال في إنتاجات غزيرة. في الأخير، أعطى السيد تاكاهاشي لمحة عن فيلمه الشهير ''كينغ''، الذي يروي أسطورة الساموراي من خلال طفل صغير يقود المعارك ويواجه الصعاب مع غيره، الفيلم يراعي خصوصيات الطفل ويحاول تطعيمه بمبادئ انسانية راقية قد لا يتقبلها الإنسان عندما يكبر في السن، لذلك تبقى هذه القيم منذ الصغر مغروسة في الوجدان-.