يتوقع مجمع ''سوتراكوف'' عبر فرعه ''لا تراكو'' تسويق 3 آلاف رأس غنم تحسباً لعيد الأضحى المبارك يوم الثلاثاء القادم، حيث تم جلب 2200 رأس من نقاط التربية والتسمين بكل من البرواقية، الأغواط وعين وسارة، على أن يتم تدعيم إسطبلات الفرع بحصة إضافية لبلوغ هدف 3 آلاف رأس قصد تلبية طلبات الزبائن بالنظر إلى نوعية الأضاحي والخدمات المقترحة كالفحص الطبي للماشية، وكذا الدفع بالتقسيط لصالح المؤسسات المتعاقدة مع الشركة، مع اقتراح ترك ''الكبش'' بإسطبل خاص تابع للفرع لغاية عشية عيد الأضحى، على أن يتم دفع إتاوة ب 500 دج مقابل الإيواء والعلف، وهي الخدمات التي استقطبت المستهلك الجزائري بصفة عامة، خاصة النسوة اللاتي تعودن خلال السنوات الأخيرة على اختيار أضحية العيد بأنفسهن. ككل سنة يضع مجمع ''سوتراكوف'' عبر فرعه ''لاتراكو'' برنامجاً خاصاً تحسباً لعدة مناسبات على غرار عيد الأضحى المبارك، الذي يعرف إقبالا كبيراً من طرف المواطنين لاقتناء الأضاحي، وبما أن المؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي فتقوم عبر نقاط التربية بكل من البرواقية والأغواط على مدار السنة بتربية قطعان الغنم تحت أعين البياطرة والتقنيين المختصين قبل أن تحول إلى إسطبلات بمنطقة عين وسارة بغرض ''التسمين'' ليتم في آخر المطاف توزيعها على نقاط البيع تحسباً لعيد الأضحى وبعض المناسبات كالأفراح وحفلات فصل الصيف وموعد عودة الحجاج الميامين. وحسب تصريح المسؤول التجاري للفرع الكائن ببلدية بئر توتة ل ''المساء'' فقد تم قبل ثلاثة أشهر زيارة العديد من الولايات الرعوية لتحديد معدل أسعار رؤوس الماشية، وهي الفترة التي تظهر فيها البوادر الأولى للمضاربة من خلال تقرب العديد من التجار من الموالين لاقتناء قطعان الغنم التي تتوفر فيها شروط النحر قبل توجيهها للأسواق وعلى ضوء كل هذه المعطيات ومراسلات باقي الفروع عبر التراب الوطني يتم تحديد سقف الأسعار التي قسمت هذه السنة على 10 أصناف خصص لكل واحد منها لون معين وذلك حسب وزن ''الكبش''، وفي هذا الشأن أكد الطبيب البيطري بإسطبلات الفرع ببئر توتة السيد ''إلياس'' أن أوزان الكباش تتراوح بين 30 وأزيد من 60 كيلوغراما وعليه فقد تراوح سقف الأسعار بين 17 و 38 ألف دج، ولضمان السلامة الصحية للماشية يتم مراقبتها صحيا طوال فترة تربيتها عبر كامل إسطبلات الفرع، كما يقوم هو شخصيا بمعاينة الحالة الصحية للقطيع كل صباح، حيث يتم سحب كل كبش مشكوك في صحته، كما يقترح الطبيب خدماته على زوار الإسطبل خلال عملية معاينة القطيع لاختيار أضحية العيد.وأكد المتحدث أن صحة الماشية جيدة هذه السنة ولم يتم تسجيل حالات إصابة بأي مرض معدٍ كاللسان الأزرق مثلا، وهو ما أرجعه الطبيب إلى توفر الكلأ من جهة وحملات التلقيح التي أطلقتها وتابعتها مختلف المصالح البيطرية التابعة للوزارة، مشيراً إلى أن الانشغال الأول للمترددين على الفرع هو صحة الأضحية قبل البحث عن مواصفات خارجية أخرى كأن يكون ''للكبش'' قرون كبيرة أو يميل لونه للبني الغامق على أساس أنه سنة نبوية، مضيفاً أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين ترددوا على الفرع منذ انطلاق عملية بيع أضاحي العيد في الخامس من نوفمبر لاختيار الأحسن، خاصة وأن مصلحة التسويق تخصص في كل سنة خدمة ترك الكبش بإسطبلات خاصة بالفرع على أن يتم دفع إتاوة ب 500 دج لتغطية تكاليف العلف والإيواء، ولضمان عدم حدوث اختلاط بين رؤوس الغنم التي يتم الاحتفاظ بها لصاحبها تم وضع نظام خاص للتعريف من خلال فتح سجل خاص تدوّن فيه كل البيانات المتعلقة بالشاري كرقم فاتورته والاسم واللقب، على أن يتم وضع حلقة مرقمة في أذن الكبش وهناك من المواطنين من يفضل وضع علامة خاصة على الكبش مثل وشاح أو لون معين لتسهيل عملية البحث عليه وسط القطيع عند القدوم لأخذه. خدمة الدفع بالتقسيط للمؤسسات وعن خدمات التسويق، أشار مسؤول المصلحة أن الفرع تعود كل سنة التعاقد مع مختلف مصالح الخدمات الاجتماعية للعديد من المؤسسات والإدارات التي تفضل اقتناء أضاحي العيد لعمالها، حيث يقضي التعاقد بدفع تكاليف الشراء على ثلاث مراحل، فعند عملية اقتناء رؤوس الغنم المتفق عليها والتي يتم اختيارها من طرف ممثلي المؤسسة تدفع 50 بالمائة من تكلفة الفاتورة على أن تدفع 50 بالمائة المتبقية على شطرين ب 25 بالمائة، حيث تدفع آخر حصة شهر جانفي القادم، وهي الخدمة التي استقطبت العديد من المتعاملين الكبار. في حين يدفع الخواص التكاليف نقدا عبر صندوقين عند مدخل الإسطبلات المفتوحة على كل زوار الفرع، التي وزعت بها قطعان الغنم حسب اللون والسعر، وحسب محدثنا فإن الطلب يكون متزايداً على الماشية التي تتراوح أوزنها بين 30 و50 كيلوغراما وهي التي اختيرت لها عدة ألوان حسب وزنها، فالملون بالأصفر يصل سعره إلى 17 ألف دج والأخضر ب 500,20 ألف دج وكذا الأزرق ب 500,23 ألف دج، على أن يصل سعر أغلى كبش إلى 38 ألف دج وهو ما يزيد وزنه عن 60 كيلوغراما، إلا أن القطيع المتضمن هذا النوع لا يضم عددا كبيرا من الرؤوس، في حين يتم تدعيم باقي القطعان بالنظر إلى طلبات الزبائن، حيث يتوقع أن يسوق الفرع قبل عيد الاضحى المبارك 3 آلاف رأس، علماً أن إسطبلات الفرع تضم اليوم 2200 رأس على أن يتم تدعيم القطيع حسب طلبات السوق، كما أن الفرع يمتلك قطيعاً يضم قرابة 7 آلاف رأس.وكشف لنا البيطري أن الفترة المستغلة لتربية قطعان الماشية محددة ب 12 شهراً عبر نقطتي البرواقية والأغواط قبل أن تحول القطعان إلى فرع ''التسمين'' بعين وسارة بولاية الجلفة ليقضي القطيع بها 8 أشهر يتم خلالها توفير كل مكونات التغذية الصحية للقطيع كالشعير، الصوجا والذرة، قبل تحويله إلى نقاط البيع والتسويق، وخلال كل مراحل التربية يسهر على سلامة القطيع مجموعة من البياطرة والتقنيين المختصين في تربية المواشي. وخلال الجولة التي قادتنا إلى مختلف إسطبلات الفرع، اكتشفنا أن الفئة الأكثر إقبالا هي النسوة والأطفال، وفي هذا الإطار أكد لنا مسؤول التسويق انه منذ قرابة ثلاث سنوات سجل إقبال كبير من طرف النسوة اللاتي وجدن في حسن الاستقبال والتنظيم المحكم لعملية البيع فرصة سانحة لمشاركة الرجل في اختيار الأضحية، ويقول احد الزوار انه يفضل الأخذ برأي زوجته في اقتناء كبش العيد من منطلق أنها هي من ستتكفل بعملية التنظيف والطبخ وحتى تخصيص الحصص التي يتم التصدق بها، وعليه يفضل أن تختار هي بنفسها أضحية العيد. ارتفاع أسعار الشعير والنخالة وراء التهاب أسعار السوق ولدى الاستفسار عن سبب التهاب أسعار المواشي رغم تطمينات وزارة الفلاحة وتوفير كل الظروف لتسهيل نشاط الموالين، أكد لنا مختصون من مؤسسة ''لاتراكو'' أن الإشكال يعود بالدرجة الأولى إلى المضاربة في أسعار العلف والشعير التي ارتفعت في الفترة الأخيرة إلى سقف 2500 دج للقنطار الواحد، بعد أن كانت مدعمة من طرف الدولة لتسوق للموالين بسعر 1500 دج، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النخالة هي الأخرى إلى سقف 2800 دج، علماً أن سعرها الحقيقي منذ قرابة شهرين فقط كان 1200 دج.كما أن ارتفاع أسعار الصوجا والذرة بالأسواق العالمية زاد من معاناة الموالين الذين رفعوا هم كذلك أسعار الماشية بالجملة إلى سقف يتراوح بين 20 و 27 ألف دج، وبلغ سعر الخروف بمجرد ولادته 5000 دج ناهيك عن التكاليف الصحية وأتعاب الموال في التربية والتنقل من مكان إلى آخر بحثا عن الكلإ والماء.