شارك الروائي الجزائري المعروف ياسمينة خضرا مؤخرا في فعاليات الدورة ال 17 من صالون الكتاب الفرنكوفوني 2010 حيث وقع روايته الأخيرة »أولمب المصائب« ليضيف نظرة جديدة له في العنف المستفحل في عالمنا والصراع القائم بين الشرق والغرب وضرورة تصحيحه، إضافة إلى تناوله ككل مرة - لقضية المرأة في عالمنا العربي. كشف الروائي ياسمينة خضرا في حوار معه نشره موقع الحياة أنه عمل في هذه الرواية على إبراز المعاني الروحية السامية عند الإنسان، والوقوف عند قيمته كفرد، مستعرضا هذه المعاني من خلال شخصيات مهمشة في مجتمعنا تعكس بجلاء آثار زمن العولمة التي دمرت العالم وفرغت الفرد من قيمته، وسمحت للمادة بأن تصبح سيدة البشر. يرى المؤلف أن الكتابة والكلمة بشكل خاص قادرة على تغيير الكثير من أوضاع العالم كما كان شأنها دوما عبر التاريخ. للإشارة فقد احتفل الصالون في هذه الطبعة بروح الكاتب أليبير كامو الذي وصفه ياسمينة خضرا بأنه كاتب كبير تحدث عن الجزائر بلسان »مستوطن صغير« في حين عبر ياسمينة خضرا عن ولعه بكتابات مالك حداد التي كانت حافزا له على الكتابة ودخول مجال الإبداع. وعن إمكانية كتابته للشعر أشار ياسمينة خضرا إلى أنه لا يستطيع أن ينظم شعرا إلا باللغة العربية، ويعود ذلك - حسبه - إلى شغفه بشعر المتنبي وغيره من الشعراء العرب أمثال بشار بن برد وأبو القاسم الشابي والعقاد، ولقد كان ينظر إلى شعر هؤلاء وهو يشعر بالعجز عن كتابة الشعر العربي في المستوى الذي يطمح إليه، بالمقابل لايستطيع كتابة الشعر بالفرنسية وذلك لاعتقاده بأن اللغة العربية هي لغة الشعر والفرنسية هي لغة الرواية. عن ترجمة أعماله إلى لغات أخرى، أكد ياسمينة خضرا أن أعماله ترجمت إلى 36 لغة، منها العربية التي وجد ترجمتها بعيدة عن روح رواياته ومعانيها الداخلية المستترة. الكاتب أشار أيضا إلى استغلال شهرته العالمية لتصحيح النظرة الغربية الخاطئة عن العالمين العربي والإسلامي اللذين ينتمي إليهما، مؤكدا أنه بالإبداع يمكن تغيير هذه النظرة النمطية عن العرب والمسلمين وهذا ما حاولت »سنونوات بغداد« و»الاعتداء« و»صفارات بغداد« إيضاحه.