وأضاف كلود كوست، في الحوار الذي تحدث فيه عن فضل فرنسا على الكتاب الفرنكفونيين ذوي الأصل العربي، أن "ياسمينة خضرا، ليس فرنسياً ولكنه انتشر كأنه كاتب فرنسي، وهذا ما يعد فضلا للعدالة الفرنسية على العالم..!! ويواصل كوست في سياق أجوبته التي كيّف أغلبها مع مثال ياسمينة خضرا، فيقول"... باريس احتفت بياسمينة خضرا لأنه كتب بالفرنسية.. كان بإمكان ياسمينة أن يبقى في الجزائر وينشر كتباً لكنه بالتأكيد لن يكون له هذا الانتشار الواسع..!! " - يضيف كوست - "فرنسا قبلت ياسمينة خضرا واحتفت به لأنه ترك الأطراف وصار إلى حد ما.. فرنسياً..". في سياق متصل يواصل الكاتب الفرنسي إعطاء الأمثلة الجزائرية على الفضل الفرنسي من خلال مقارنته بين دور النشر الفرنسية ودور النشر الجزائرية التي وصفها ب "الضعيفة "فيقول "لا أحد ينكر أهمية تفوق دور النشر الفرنسية على دور النشر الجزائرية، كما أن الوسط الفكري في فرنسا متسامح للدرجة التي بإمكانك أن تنتقد فيها أية جهة فرنسية من حكومية وغير حكومية، وهذا ما دفع بالكتاب العرب وخاصة الجزائريين إلى النشر في فرنسا.." كوست، الذي يهتم اليوم بالترويج لمصطلح "أدب العالم"، وبتقديره هو المصطلح المخفف من الفرونكفونية ك"أصل للآداب"- على حد تعبيره - فيقول"... التعبير جاء بادئ الأمر ألمانياً، وقد ابتدعه الكاتب الألماني الشهير غوته، لكن اليوم مرتبط أو له علاقة مباشرة بالعالم الفرنكوفوني، وفرنسا تعقد أهمية خاصة للثقافات الفرنكوفونية لجهة التبادل الثقافي واللغوي..!!". يلاحظ القارئ لحوار كوست ذلك التناقض في إجابته، فمن جهة يدعو إلى الفرنكوفونية التي تعني التوحيد بأدب العالم، ومن جهة أخرى يدعو إلى التنوع !! رغم أنه يؤمن بالهيمنة الفرنسية على بقية الدول الناطقة بالفرنسية، فيقول إن "عدد من الكتاب الفرنكوفونيين، وجدوا في الفرونكوفونية خلاصا من عقدهم"، ففرنسا - يضيف كوست هي صاحبة النفوذ والسلطة والآداب الأخرى تابعة لها..!! للتذكير، كلود كوست كاتب فرسي معروف وأستاذٌ وباحثٌ في الأدب المعاصر في جامعة غرونوبل، صاحب كتاب" كيف نعيش معاً"، وعضو في فريق إيكرير للبحث في مختلف أزمات التصور في القرنين التاسع عشر والعشرين، سواءٌ أكانت سياسيةً أم أدبيةً أم لغويةً أم مرتبطةً بالرسم أم بالكتابة الدرامية.