بوتفليقة يدعو الى تحديد الأولويات في الشراكة الافريقية - العربية دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بسرت في ليبيا الى ضرورة تحديد الأولويات في الشراكة الافريقية، العربية بما يحقق - كما قال - تركيزا افضل للجهد ويتيح المتابعة المنهجية ويؤتي نتائج ملموسة ، مؤكدا من جهة أخرى على أهمية الاسراع في تحقيق الاندماج الجهوي باعتباره الوسيلة الوحيدة التي تمكن من رفع تحديات التنمية. وأوضح الرئيس بوتفليقة في كلمة ألقاها خلال القمة الافريقية - العربية الثانية أن الأولويات التي تم تشخيصها خلال التحضير لهذه القمة تشكل خيارا وجيها، فالأمر يتعلق بترقية الاستثمارات، والتجارة بين بلدان المنطقتين من جهة، وبالعمل على مضاعفة التعاون في مجال الفلاحة حيث توجد - كما ذكر - فرص معتبرة للتكامل ينبغي استغلالها لفائدة الأمن الغذائي في كامل المنطقة الافريقية - العربية. وأكد رئيس الجمهورية على ان "أمثل الشروط متوفرة لترقية العلاقات الافريقية - العربية، مبرزا أن العالم العربي بفضل موارده وخبرته ومرافقته التقليدية لافريقيا في الظروف الصعبة مؤهل للإسهام في بروز فضاء افريقي عربي للسلم والرفاه. وبعد أن نوه بالعدد الكبير من المشاريع المشتركة التي تم انجازها على مستوى التعاون الجزائري - الافريقي والتأكيد على مواصلة السعي الحثيث لترقية التجارة والاستثمار بين الطرفين، شدد رئيس الجمهورية على الأهمية القصوى للإسراع بتحقيق الاندماج الجهوي من حيث هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة برفع التحديات. وفي سياق متصل دعا رئيس الجمهورية الى ضرورة تركيز الجهد على مسائل السلم والأمن والاستقرار التي تشهد المنطقة فيها تحديات كبرى، مشيرا الى أن السلم والأمن يمثلان الشروط الضرورية لضمان مقومات البقاء لأي مسار تنموي اقتصادي اجتماعي. وتقتضي هذه الغاية - مثلما بين الرئيس بوتفليقة - تشاورا سياسيا منتظما وأكثر وثوقا يتيح على وجه الخصوص التعاطي مع القضية الفلسطينية والنزاعات في افريقيا بطريقة تضامنية في المحافل الدولية المتخصصة. وأضاف في ذات السياق بأن" الدعم المتبادل واحداث التفاعل بين هيئات السلم والأمن التابعة للاتحاد الافريقي ونظيراتها التابعة لجامعة الدول العربية يقتضي انشاء آليات مشتركة للاتصال المستمر بين الهيئات القيادية للمنظمتين. وبعد أن أشار الى أن الجور الذي يعانيه الشعب الفلسطيني قد طال أمده، أكد رئيس الجمهورية أن شروط الحل العادل والدائم التي يتخندق بشأنها الطرفان العربي والافريقي في خندق واحد لم تتغير. وأبرز أنه يتعين على التضامن والوفاق العربي - الافريقي تشجيع افريقيا على أن تجد بنفسهاحلولا لمشاكلها في مجال السلم والأمن، وقال في هذا الصدد "علينا تكثيف جهودنا لتشجيع الأطراف في السودان والصومال على بذل قصارى جهدها في البحث عن تسوية عادلة ودائمة قائمةعلى الانصاف والإفاء وتكون مدعمة بشروط المصالحة والاستقرار والتنمية. يذكر أن القمة الافريقية - العربية اختتمت مساء أمس باعتماد شراكة استراتيجية شاملة ومتعددة المجالات للعلاقات العربية - الافريقية. وتهدف هذه الشراكة (2011 - 2016) المتجسدة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الى تطوير خطط عمل متوسطة المدى وإقامة آلية فعالة للتنفيذ والمتابعة. وتؤكد هذه الشراكة على إقامة منطقة عربية افريقية متكاملة تعيش في أمن وسلام وتتسم بالتقدم والازدهار وتكوين منطقة تعاونية معتمدة على مواردها البشرية والمادية وقادرة على تأدية الدور الذي تستحقه في العالم.