كل الأعياد امرأة كما للورد العطور كلّها، ولا يمكن أن نختزل بساتين الأرض وحدائقها في زهرة واحدة ولا في فصل واحد فكيف إذا كان الأمر لامرأة متجددة، امرأة منها يبدأ التاريخ الإنساني وإليها ينتهي الجمال واللطف والرقة، المرأة تبقى حرة رغم محاولة تسييجها ببعض الحقوق ومحاصرتها ببعض الحدود ومحاولة اقتلاعها من أنوثتها التي هي تربة للجمال وللحياة وللرؤية المفتوحة على كلّ شرفات المستقبل المطلة على كل أعياد البشر، المرأة التي نعنيها ليست تلك التي يتم تركيبها في مدارس الموضة وعلى أغلفة المجلات وومضات الإشهار لأنها ليست نموذجا لكل الأمهات وليست واقعا لكل النساء، وليست بابا مشرّعا على الحريّات بكل مفاهيمها ومدلولاتها، المرأة التي نعنيها هي تلك المرأة التي تبني الحياة وتزينها بكل فلسفات البشر وتطرزها بالعظماء من الأنبياء والعلماء والقادة والعباقرة الأفذاذ، المرأة التي تتحول أمام الظلم والطغاة قلعة حصينة تتحدى كل الجبروت، المرأة التي تكون في مقام العظماء فتكون الأم والتربة والوطن وتكون سبيلا إلى الجنة وإلى الله، هي المرأة التي نريدها ونفتح لها كل مواسم الأعياد والفرح والاحترام لا نهديها وردة واحدة بلا ربيعا أبديا متواصلا ومتجددا في عطائه لأننا دم هذه المرأة وثمرتها، نحن منها فكيف تهبنا الحياة والعمر ونهبها نصف يوم، إن اعترافنا بها هو أسمى من اعترافنا بأنفسنا لأنها هي البوابة التي انطلقنا منها الى الحياة· الحياة الحرة السعيدة الكريمة فلها المرأة كل احترام أينما وجدت·