كادت الكارثة ليلة أول أمس تحدث بشاليهات حي علي عمران 4 ببرج الكيفان، بسبب حريق مهول شب بأحد الشاليهات، مما أحدث هلعاً وسط العائلات القاطنة، خاصة تلك التي تسكن بالجوار، ولم تجد المدد من طرف الحماية المدنية في الوقت المناسب، مما جعلها تتكفل بقطع الكوابل الكهربائية الملتهبة ومحاصرة ألسنة النيران التي راحت تهدد الشاليهات المجاورة، الأمر الذي جعل السكان يطرحون من جديد مشكل التأخر في ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد ثماني سنوات من شغل البناءات الجاهزة المؤقتة. وما إن خلد سكان شاليهات علي عمران4 ببرج الكيفان إلى النوم ليلةَ الثلاثاء إلى الأربعاء، وعمّ المكانَ ذلك السكون المعتاد، حتى كسره صراخ العائلات التي هبت إلى إبلاغ أعوان الحرس البلدي، للاتصال بالجهات المعنية كي تتدخل لمنع وقوع الكارثة. وحسب أحد المواطنين الذي يسكن بجوار الشاليه المحترق (وهو مكتب لديوان الترقية والتسيير العقاري) فإنه سمع على الساعة العاشرة وخمس دقائق ضجيجاً يأتي من المسكن المجاور، فخرج للاستطلاع، ليجد ألسنة النيران تخرج من مكتب ديوان الترقية، في مشهد يبعث على الخوف، حيث سارع على الفور إلى إبلاغ أعوان الحرس البلدي الذين بدورهم راحوا يتصلون بمختلف الجهات المعنية بالتدخل العاجل، هذه الأخيرة التي أتت متأخرة بنحو نصف ساعة. مواطن صالح يعوّض المطافئ الغائبة.. ويذكر سكان الحي أن القاطنين بالجوار الذين كانوا أكثر خوفاً على حياة أبنائهم وأثاثهم احتاروا بين انتظار رجال المطافئ أو الشروع في الإطفاء بالطرق التقليدية، التي كانت خطيرة كون خراطيم المياه الصغيرة وقوة ضخ الماء لا تكفي لمحاصرة الألسنة، إضافة إلى تلك الكوابل الكهربائية التي كانت تتطاير منها شرارات، فخشي المواطنون أن ينتقل التيار الكهربائي عبر الماء للقائم بالإطفاء فتفتك به، لكن أحد المواطنين المدعو ''فريد'' الذي رغم أنه مصاب في إحدى رجليه، ويرتكز في مشيه على عصا طبية، إلا أنه أحضر قفازات خاصة وكماشة وصعد على سطح الشاليه المجاور، وراح يقطع كوابل الكهرباء والشرارات تتطاير، في ''مشهد بطولي'' استحسنه السكان، ليواصل من على السطح إخماد النيران رغم قوة الضخ الضعيفة لخرطوم الماء المنزلي الذي كان بيده، فيما أعانه جار آخر بقليل من الماء. لكن ما أثار حفيظة السكان أن سيارة مطافئ من الحجم الصغير التي وصلت بعد عشرين دقيقة، لم تساهم في الإطفاء لكون محرك الضخ لم يتم تشغيله بسبب تمزق قطعة الحبل التي يتم لفها على لولب لتشغيل المحرك بطريقة يدوية، وذكر مصدرنا (شاهدُ العيان) أن عون الحماية المدنية تأسف لأن الإمكانيات التي بين يديه لا تفي بالغرض المطلوب، وما عليهم إلا انتظار المدد الذي لم يصل إلا بعد نصف ساعة كان خلالها السكان قد حاصروا النيران وكادوا ينهون العملية، وتساءل المواطنون الذين التفوا بمكان الحريق عن مصير الشاليهات الآهلة في حالة ما إذا امتدت النيران إليها. واستغرب سكان حي علي عمران4 أن يلجأ مسؤولو التدخل في الحماية المدنية إلى طلب المساعدة من بلدية عين طاية المجاورة للتدخل، وليس من مثيلتها الأقرب التابعة لإقليم البلدية والواقعة بحي ''سوريكال''. إلى جانب ذلك فتحت مصالح الأمن التي كانت حاضرة من أول وهلة تحقيقاً في ملابسات الحادث الذي يرجح أنه بسبب شرارة كهربائية جراء الأمطار المتساقطة، لا سيما وأن الحارس لم يكن بمكان الحادث عندما شبت النيران.