تأجّل إلى وقت لاحق تقديم العرض المسرحي ''أكين لبحر'' للمخرج عبد العزيز يوسفي، وإنتاج المسرح الجهوي لبجاية، والذي كان من المنتظر تقديمه مساء اليوم بقاعة ''الموقار''، التي كانت ستتحوّل طوال ساعة وعشرين دقيقة إلى فضاء للحديث عن ظاهرة ''الحرقة'' التي تفشّت في أوساط الشباب الجزائري. المسرحية الناطقة باللغات الثلاث العربية، الأمازيغية والفرنسية، تحاول رصد جوانب خفية من يوميات المهاجرين الجزائريين الذين اتّخذوا من الضفة الأخرى مصدرا للإسترزاق، بعد أن ضاقت بهم الحال في الجزائر، وذلك بالاعتماد على حبكة مسرحية مبنية على حوارات ممزوجة بمقاطع غنائية، منتقاة من بعض روائع فناني المهجر، مثل سليمان عازم، آكلي يحياتن، علاوة زروقي، الشيخ الحسناوي، ودحمان الحراشي، وغيرهم من الفنانين الذين تجرعوا مرارة الغربة.وتتبّع أحداث المسرحية سلما زمنيا متسلسلا، يترجم مسار ظاهرة الهجرة منذ بداياتها الأولى إلى يومنا هذا، أي ابتداء من سنة ,1949 تاريخ أول هجرة جماعية سجلتها الجزائر باتجاه أوروبا، وصولا إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي اتخذت منحى خطيرا في الفترة الأخيرة،.. ''أكين لبحر'' هو منظر حي لفترة من تاريخنا المعاصر الذي تصوّره ببراعة أغنية ''المنفى''. ويجسّد شخوص المسرحية كلّ من سميرة شلالي، عيطوط نسرين، خيمة وردة، بلقاسم كعوان وكذا مونيا آيت مدور، وقاسي قاسي.