لاتزال معاناة سكان بلدية برج البحري قائمة في الحل والترحال لإكرام موتاهم بالدفن قريبا منهم ولزيارتهم، تثير استياء الجميع في ظل غياب مقبرة بإقليم البلدية منذ نشأتها، إضافة إلى عدم إدراج أي مشروع لهذا الغرض على المدى القريب من طرف الجهات الوصية رغم الإقرار بضرورة توفير هذا المرفق العمومي، وهو الانشغال الذي يطرحه هؤلاء السكان لإنهاء مشكل التنقل إلى البلديات المجاورة وحتى البعيدة عنهم أمام تشبع مقابر هذه الأخيرة، الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل لحل الأزمة. وبالرغم من التوسع العمراني الذي تعرفه بلدية برج البحري منذ أكثر من 10 سنوات من خلال تجسيد العديد من المشاريع السكنية الجماعية الفردية، منها ما تم إنجازه ومنها ما هو في طور الإنجاز، وهو ما أدى إلى تزايد الكثافة السكانية إلى ما يقارب 40 ألف نسمة، إلا أن هذه المعطيات لم تشفع لهؤلاء السكان في تبني انشغالهم الذي هو خارج الاهتمامات لتحسين ظروف المعيشة، كالسكن والتهيئة، بل ينحصر في انعدام مقبرة بإقليم البلدية، وهو ما يحول دون دفن موتاهم في ظروف ملائمة، وحسب الشكوى المقدمة من طرف بعض سكان أحياء بلدية برج البحري ل»المساء« فإن وضعية التنقل بين البلديات المجاورة كبرج الكيفان وعين طاية بل حتى بلديات الرويبة وهراوة والرغاية، صار قدر الميت وأهله الذين همهم البحث عن إيجاد مكان للدفن عبر المقابر المتوفرة في هذه البلديات، وهو ما يضطرهم إلى تكبد معاناة البيروقراطية في ظل تشبع غالبية هذه المقابر وعدم وجود مساحات كافية للدفن، وهو ما يؤثر سلبا على سكان بلدية برج البحري في إكرام موتاهم رغم التسهيلات المقدمة من طرف أعوان الإدارة المكلفين بالعملية، إلا أنها تبقى غير كافية مقارنة بالمشكل الحقيقي الذي يتمثل في غياب مقبرة بالمنطقة وضرورة استحداث هذا المرفق العمومي في أقرب وقت ممكن. كما أن اعتراف المجالس الشعبية المتعاقبة لبلدية برج البحري بمشروعية المطلب لم يترجم على أرض الواقع - حسب محدثينا - وهو ما يستدعي تدخل مصالح ولاية الجزائر ومؤسسة تسيير المقابر والجنائز لولاية الجزائر بالتنسيق مع السلطات المحلية لإيجاد الأرضية الملائمة وتحويلها إلى مقبرة بالبلدية، رغم الحديث في كثير من الوعود الانتخابية عن تخصيص عدد من الأرضيات عبر أنحاء البلدية (كمنطقة الكاب) لهذا الغرض لكن دون تجسيد ذلك لحل هذا الانشغال بعد تحويلها الى مشاريع حضرية اخرى، وهو ما يرجعه المسؤولون في كل مرة الى عدم ملاءمتها لمشروع المقبرة لاعتبارات عدة، في انتظار إيجاد الارضية المناسبة التي تراعي المعايير المطلوبة باستيفائها للعديد من الشروط، وهو ما لا يتوفر لحد الآن ولعدة اعتبارات أيضا. ومن جهة أخرى تعول السلطات المحلية لبلدية برج البحري على كثير من الأوعية العقارية التي تحتلها البيوت الفوضوية والشاليهات للاستفادة من إحداها في إطار برنامج ولاية الجزائر الخاص بالقضاء على البيوت الفوضوية وترحيل سكان الشاليهات مع استغلال أمثل للأرضيات المسترجعة، حيث تشكل هذه المواقع حلا لاستحداث مشروع إنجاز مقبرة بالمنطقة، وهذا بالتنسيق مع مؤسسة تسيير المقابر والجنائز، إضافة إلى مصالح ولاية الجزائر وهذا لإنهاء هذا المشكل بصفة نهائية.