أكد المصارع الجزائري السابق والمسؤول الأول عن الهيئة الفيدرالية للجيدو حاليا علي بن جمعة، أن الدورات الوطنية للعبة التي برمجت مؤخرا عرفت نجاحا كبيرا من الجانب التنظيمي والتقني، كما تألقت أغلبية الأندية وظهرت بشكل لافت للانتباه يبشر بغد أفضل للجيدو الجزائري.. وبفضل العمل الجاد للأندية الوطنية على غرار كل من المجمع البترولي، الذي يحتكر الواجهة في أغلبية المنافسات الوطنية ونادي بابا حسن، وهران، قسنطينة برزت أسماء جديدة قد تدير الفريق الوطني مستقبلا. الدكتور بن جمعة الذي يشرف على رئاسة الفيدرالية منذ عامين تقريبا، وجه رسالة شكر وتقدير لمسيري الجيدو الجزائري، في هذا الحوار الذي خص به ''المساء''، واعتبر النتائج المحققة هي ثمرة مجهود قامت به الأندية اتباعا ووفقا للإستراتيجية المنتهجة من الهيئة الفيدرالية. وفي تقييمه للجيدو الجزائري قال بن جمعة ل ''المساء'': ''بما أن رياضة الجيدو شعارها المحافظة على الصداقة والتربية، فإن أوضاعها تسير من الحسن إلى الأحسن، وكل عائلة الجيدو تعمل مجهودات جبارة لإعلاء هذه اللعبة، كما لاحظنا في الآونة الأخيرة أن المناطق الجهوية أصبحت مدارس تخرج مصارعين أقوياء تهديهم للفرق الوطنية''. وأضاف: ''يمكننا القول اليوم أن الفرق الوطنية للأشبال، الاواسط والاكابر لفئتي الذكور والإناث، تسير في الطريق الصحيح وهو الشيء الملاحظ منذ ترأسي للاتحادية، كما أن البرنامج المسطر يطبق بخطى ثابتة وبدون عراقيل'' مضيفا: ''اعتقد أنه بعدما كانت الجزائر الوسطى الأكثر تطورا في رياضة الجيدو، أصبحت الجهات الأخرى تتنافس على تقديم الأحسن للجيدو مثل غليزان، وهران، سيدي بلعباس، قسنطينة، عنابة...كما أن ولايات الجنوب ستشارك هي الأخرى في التظاهرات الوطنية مستقبلا وهذا دليل على أننا في الطريق السليم''. وتحدث الدكتور بن جمعة عن هدفه الرئيسي كمسؤول قائلا: ''الهدف يتمثل في إعادة بعث رياضة الجيدو وطنيا من ابرز أهدافنا خلال عهدتي، حيث كنت أعول على الرفع من شعبيتها وممارستها على المستوى القاعدي، من أجل الاستفادة من الطاقات الكبيرة المتواجدة على مستوى الوطن، خاصة أن التوزيع الحالي للرابطات الولائية غير متوازن تماما ورياضة الجيدو تحظى بشعبية كبيرة، لكني لست راضيا عن انتشارها وطنيا في الفترة الحالية، بسبب عدم وجود رابطات ولائية في14 ولاية كاملة، وهذا غير مقبول، سأسعى من أجل ترسيخ رياضة الجيدو في هذه الولايات في أقرب وقت ممكن''. وأوضح أن غياب الرابطات غير مقبول تماما، لأن ذلك إهدار واضح للطاقات والمواهب المتوفرة في القطر الجزائري، خاصة أن الجزائر أثبتت أنها خزان للمواهب، وقال: ''هدفي الأبرز هو تكوين 7 رابطات ولائية جديدة على الأقل، من ضمن الولايات ال14 التي لا تتوفر على رابطات. صراحة لا يمكن أن أقبل أن تبقى ولايات كتبسة، ميلة وخنشلة بدون رابطات لتأطير ممارسي الجيدو، وإذا لم أتمكن من تكوين سبع رابطات جديدة من أصل 14 قبل نهاية عهدتي، فسأعتبر ذلك فشلا...'' وعن العلاقة بين الاتحادية والرابطات بعد مرور فترة من الرئاسة، أشار السيد بن جمعة أنه يبحث عن علاقات تنظيمية مع الرابطات سواء أكانت ولائية أم جهوية، ويسعى من أجل تواصل دائم معها، ولابد أن تكون هذه الرابطات منضبطة إداريا، وكمثال ما حصل مع رابطة سعيدة التي عاد انضباطها وتنظيمها بالفائدة على الهيئة الفيدرالية، حيث تحصلت على ميدالية ذهبية في البطولة الوطنية أواسط، وهي أول ميدالية تتحصل عليها منذ سنوات عديدة، وهذا شيء مشجع لهذه الرابطة ولغيرها التي تنتهج الأساليب التنظيمية. أما بالنسبة لجديد الاتحادية أفاد محدثنا: ''هناك جديد يتمثل في المركز الإفريقي للتدريب بالجزائر العاصمة، وقد وقعنا على البرتوكول وعلى العقد بشأنه مع الاتحادية الدولية ورئيسها فيزر ماريوس، الذي زار الجزائر وتباحثنا في هذا الشأن ووقف على الإمكانيات التي تتوفر عليها بلادنا. مشيرا أن العقد يمتد إلى غاية2012 ، ويدخل ضمن إستراتيجية الاتحادية الدولية للجيدو، ويمكن أن يرتقي ليصبح مركزا دوليا. وقال بن جمعة: ''اختيار الجزائر لاحتضان المركز الإفريقي، نابع من توفرها على الإمكانيات الضرورية وتطور رياضة الجيدو بها، وفي العقد الذي وقعناه تحديد لكل الأمور سواء ما تعلق بحصة الجزائر أوجلب المدربين الدوليين وغير ذلك، وهذا المركز المتواجد على مستوى سيدي فرج يعتبر مكسبا كبيرا للجزائر ومصارعيها، من خلال الاحتكاك بأفضل المصارعين على المستوى القاري وتأطيرهم من قبل خبراء أجانب من المستوى العالي''. وعن علاقة الهيئة الجزائرية بالاتحاديات الدولية ووزارة الشباب والرياضة أكد بن جمعة أنها طيبة، حيث قال: ''علاقتنا طيبة للغاية والاحترام بيننا متبادل، والاتحادية الدولية وعدتنا بتقديم يد المساعدة من اجل إقامة تربصات مشتركة مع الدول الأجنبية، إضافة إلى ذلك ليس لدينا أي مشكل مع الوصاية وهي في خدمة الهيئة الفيدرالية في كل وقت وتتكفل بكل متطلباتنا بدون أي مشكل''. وتحدث نفس المسؤول أيضا عن الهياكل القاعدية قائلا: ''نحضر بقاعة الدوجو ببوزريعة وهي تلبي كل رغباتنا، وسنعمل على إقامة قاعات أخرى في المناطق المجاورة من أجل إعلاء المستوى أكثر، كما نأمل في كسب مركز تحضيري مجهز، أين تتمكن الفرق الوطنية من العمل فيه دون تنقل، وهو الأمر الذي يساعدنا على مراقبة المصارعين ونحن متفائلين بإعلاء راية الجيدو الجزائري عاليا على الصعيد القاري العربي والعالمي''. وبطموحات كبيرة، يأمل بن جمعة في تنظيم دورة دولية بالجزائر في المستقبل ابتداء من سنة 2013 وفق البرنامج المسطر، كما أن الجزائر ستتقدم بطلب للاتحاد الإفريقي لاحتضان البطولة الإفريقية بعد أن غابت عن الجزائر لمدة طويلة''. وختم بن كلامه قائلا: ''لن أطالب برفع الميزانية المخصصة لاتحاديتي قبل أن أتأكد من إعادة هيكلة الجيدو الجزائري بطريقة سليمة وفعالة، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للرفع من مستوى الجيدو الجزائري والبقاء ضمن نخبة المنتخبات القوية في الساحة الدولية''.