شرع وفد صحراوي برئاسة وزير الشؤون الخارجية محمد سالم ولد السالك في إجراء سلسلة لقاءات مع مختلف الأحزاب الإسبانية بالعاصمة مدريد بهدف تحليل الوضعية السائدة في الصحراء الغربية. وسيسمح هذا اللقاء لجبهة البوليزاريو بمطالبة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بقيادة رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو بتوضيح موقفه بخصوص القضية الصحراوية وما إذا كان مع الشرعية الدولية التي تدعو إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير. يذكر أن الأحزاب السياسية الإسبانية مطالبة بأن تكون مواقفها ''متطابقة'' مع اللوائح المتبناة بالإجماع في البرلمان ومجلس الشيوخ في نهاية السنة الماضية والتي تدافع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأكدت مصادر صحراوية أن الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان سبق وان وجهت انتقادات لحكومة ثباتيرو بسبب عدم تنديدها بالعملية الدموية التي صاحبت عملية تفكيك مخيم أقديم أزيك على يد القوات المسلحة المغربية في الثامن نوفمبر الماضي، ووجهت انتقادات حادة لوزيرة خارجيتها ترينداد خمينيث لسكوتها عن همجية القمع المغربي بالعيون. وكانت تلك الأحزاب قد طالبت بإدانة قوية للأحداث ودعت الجهاز التنفيذي إلى عدم التضحية بالدفاع عن الحقوق الإنسانية وكرامة الشعب الصحراوي مقابل مصالح اقتصادية مع المغرب. وأكدت وكالة الأنباء الصحراوية أن جبهة البوليزاريو ستجتمع طوال الأسبوع مع التشكيلات السياسية الإسبانية الأخرى. بالتزامن مع ذلك نظمت زوجات السجناء الصحراويين الذين تم اعتقالهم بعد اعتداء مخيم أقديم أزيك اعتصاما أمام المندوبية العامة لإدارة السجون المغربية للمطالبة بتحسين ظروف سجن أزواجهم إلى حين الإفراج عنهم أو محاكمتهم محاكمة عادلة. ونظمت الاعتصام عائلات 20 سجينا صحراويا وجهت لهم تهمة ''المساس بالأمن الداخلي والخارجي للدولة وتشكيل عصابة إجرامية والمساس بالموظفين العموميين في إطار ممارسة مهامهم'' وهي الجرائم التي من شأنها أن تكلفهم السجن المؤبد.وفي هذا السياق قالت كلود مونجان أسفاري زوجة المناضل الصحراوي لحقوق الإنسان النعمة اصفاري المعتقل أن السجناء يعيشون ظروفا غير إنسانية تتناقض وإعلان حقوق الإنسان وجميع القوانين الدولية. وكانت الاعتداءات المغربية ضد الصحراويين حاضرة خلال أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي الذي اختتمت أشغاله مؤخرا بالعاصمة السينغالية دكار عبر شهادات حية أدلى بها صحراويون ممن عانوا من قمع المحتل المغربي. وفي هذا السياق علا صوت امرأة صحراوية تبحث عن العدالة والحقيقة مطالبة بتسليط الضوء حول ظروف اغتيال شقيقها سعيد سيد أحمد عبد الوهاب دمبار الذي ''قتل ببرودة من طرف شرطي مغربي بمدينة العيونالمحتلة''. وقدمت السيدة جميلة سيد أحمد دمبار التي تتذكر جيدا هذه الفعلة ''العنصرية واللاإنسانية'' التي أودت بحياة شقيقها المناضل بالأراضي المحتلة على غرار آلاف الصحراويين من اجل نيل الاستقلال وتقرير المصير ''شهادة حية حول جريمة القتل هذه''. وفي مداخلة لها خلال ندوة حول انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب الصحراوي على أراضيه أشارت هذه الصحراوية أن شقيقها سعيد البالغ 26 سنة أغتيل يوم 23 ديسمبر 2010 ''برصاصة في الرأس وبدقة أكبر بين عينيه''. وأصغى مناضلو حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية وجمعيات دولية وممثلون عن الصحافة لتصريحات هذه المرأة لمدة مطولة ولم يخفوا تأثرهم أمام هذه الجريمة الشنيعة. وأكدت هذه السيدة انه في انتظار محاكمة الفاعلين المباشرين وغير المباشرين لهذه الجريمة الشنعاء ''بأقصى عقوبة'' فإن عائلة الفقيد تجد ''ارتياحا كبيرا'' في التجند الدولي من أجل ضحايا قمع الأراضي المحتلة.