تحتضن دار الثقافة ''مولود معمري'' بولاية تيزي وزو من 25 فيفري إلى غاية 28 منه، الذكرى ال 31 لرحيل صاحب ''الربوة المنسية''، الروائي مولود معمري، الذي كان من بين الذين تصدوا للمد الثقافي الكولونيالي في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، بكل ما حمله من إحباط و تناقض مريب، كاد يأتي على ثقافتنا الجزائرية على امتداد 130 سنة. سطر القائمون على إحياء الذكرى برنامجا، يستهل بتدشين معرض يتناول حياة ومسيرة هذا الكاتب والباحث، الذي يعد من بين الروائيين القلائل الذين نجحوا في الكتابة عن حرب الاستقلال، حيث كان يقول ''... إن ما يبدو لي أساسيا من خلال أفراد الشعب الجزائري والتاريخ الجزائري، هو الوصول إلى وصف أناس فقط أينما وجدوا في العالم''. وقدم ''دا المولود'' في رواياته صورا واقعية لتجربة الحرب الأليمة وآثارها المعنوية على المجتمع من خلال كتابات يمكن اعتبارها نموذجا حيا لتجربة الإنسان الذي ينهض لمواجهة الاستعمار بوجهيه: بعصاه ( التي ترمز إلى العنف) وأفيونه (الذي يرمز إلى الدبلوماسية وتمرير إيديولوجيته إلى الشعوب المستضعفة). كما برمجت جملة من المحاضرات التي ستتناول حياة هذا الروائي، أفكاره التي أصبحت منهجا يعتمد عليه، وأعماله التي لا تزال خالدة، ''دا المولود'' الذي أنجبته قرية ثاوريرث ميمون ببني يني في 28 ديسمبر ,1917 أنهى دراسته الابتدائية بمسقط رأسه، لينتقل عام 1928 مع عمه إلى المغرب ويعود فيما بعد إلى الجزائر، أين تابع دراسته في ثانوية لوي لوغران (الأمير عبد القادر حاليا بباب الوادي)، التحق ''دا المولود'' عام 1939 بكلية الفنون بالجزائر، وبعدها اشتغل بالتدريس في عدة مناطق من الوطن. في مثل هذا الشهر (فيفري) من سنة 1989 فقدت الساحة الأدبية الجزائرية واحدا من الرجال الذين رفضوا ثقافة الزيف والتشويه لمبادئنا وقيمنا التاريخية العميقة، في حادث مرور وقع بعين الدفلى، ورحل الروائي تاركا وراءه عدة أعمال روائية وقصصية، وكذا دراسات منها، ''الربوة المنسية''، ''نوم العدالة''، ''الأفيون والعصا''، ''معبر''، ''الأروقة والنظام''، ''وحشي''، ''الإثبات''، ''حزمة''، ''الكركديه''، ''الصحراء الرجعية''، ''التوقف''، ''المآدب''، ''عبثية الموت من الأزتيك''، ''مدينة الشمس''، ''الشعر القبائلي القديم''، و''قصص البربر في منطقة القبائل'' وغيرها.