صرح رئيس جمعية فرنساالجزائر وزير الدفاع الفرنسي الأسبق جون بيار شوفانمون أنه سيعمل على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين على نحو يسمح بتجاوز الحساسيات التاريخية ويزيل كل العوامل التي قد تؤدي إلى استغلال الاحتفالات بخمسينية استقلال الجزائر لتلويث تلك العلاقات. واعتبر شوفنمان في تصريحات للصحافيين بفرنسا أمس، الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر والتي تتزامن مع شهر جويلية من العام القادم فرصة مواتية للرقي بالعلاقات الثنائية لكنه حذر من أية خطوة قد تؤدي إلى عكس ذلك، وأوضح أنه سيعمل في إطار الجمعية التي يترأسها على تفويت الفرصة أمام كل المحاولات الرامية إلى تلويث العلاقات بين البلدين. وقال في هذا السياق ''إن الاحتفالات بمرور خمسين عاما على استقلال الجزائر قد يتم تلويثها'' بتراكمات الماضي ''وأنا سأسعى إلى توجيه أنظارنا صوب المستقبل''. ويترأس الوزير الفرنسي الأسبق للصناعة والداخلية والدفاع منذ أسابيع فقط الجمعية الفرنسية الجزائرية التي أسسها الجنرال ديغول بهدف تقوية العلاقات الثنائية. وتعكس تصريحات الوزير الفرنسي في عهد الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران مخاوف من تعرض العلاقات الثنائية إلى ''ضربة موجعة'' بسبب مساع فرنسية وبالتحديد من حزب اليمين الحاكم لتنظيم احتفالات ''استفزازية'' بمناسبة مرور خمسين سنة عن استقلال الجزائر. وشكلت الحكومة الفرنسية الحالية تحت ضغط شخصيات كانت وراء إصدار قانون العار 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار لجنة خاصة لتحضير الاحتفالات المخلدة لخروج فرنسا من الجزائر. وصنفت شخصيات وطنية جزائرية هذه الخطوة في خانة ''الاستفزاز'' من منطلق أن الطرف الجزائري هو من يحق له تشكيل مثل هذه اللجنة لأن الأمر يتعلق بالاحتفال بالاستقلال. وفي هذا السياق بادرت أحزاب التحالف الرئاسي إلى إنشاء لجنة لإحياء هذه الذكرى. ومن جهة أخرى وفيما يخص مستقبل العلاقات ذكر السيد شوفانمون في تصريحات له أول أمس الإثنين، أن الجزائروفرنسا تسيران في الاتجاه الصحيح فيما يخص ملف تقوية العلاقات الثنائية، واعتبر الفرصة مواتية لتعميقها. وضمن هذه الرؤية تعهد في التصريحات التي أدلى بها أمس، بالعاصمة الفرنسية باريس برفع ''صوت مخالف'' لكل المحاولات الرامية إلى النيل من العلاقات الثنائية، وأوضح أن الكثير من العوامل اليوم بإمكانها تقريب البلدين والشعبين وأنه ضمن هذا المعطى يجب الاعتماد على مقاربات ثنائية. واعتبر الجانب الاقتصادي عاملا من شأنه أن يساهم في تقريب الدولتين والشعبين وقال ''إن الاقتصاد يشكل ''أرضية أساسية'' للتعاون، ولهذا يتعين على المؤسسات الفرنسية أن تنخرط أكثر في هذا المسعى وأن تتجند لتطوير هذه العلاقات. وحول عائق التاريخ أشار إلى أن تناول هذا الموضوع يجب أن يكون بطريقة مفهومة، وحينها تكون الروابط بين الشعبين قوية. وحول سؤال يخص التطورات في العالم العربي وعن ما إذا كانت الجزائر عرضة لنفس الأحداث رفض السيد وزير الداخلية الفرنسي الأسبق الخوض في الموضوع وأكد أن الجمعية التي يرأسها تعمل لصالح الشعبين. وينتظر أن يقوم السيد جون بيار شوفانمون بزيارة إلى الجزائر شهر ماي القادم يلتقي خلالها عدة حساسيات وطنية خاصة من المجتمع المدني، وستكون له الفرصة للتقرب أكثر من نظرائه من الجزائر في سبيل البحث عن تصورات مشتركة لكيفية ترقية العلاقات الثنائية وتجاوز العقبات التي تقف حجر عثرة في الوقت الحالي.