تم أمس، بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر العاصمة تكريم الأستاذ بومدين عبد اللاوي المحاضر بجامعة أبو بكر بلقايد بتلمسان المتحصل على جائزة موريس أودان للرياضيات لسنة 2010 رفقة زميله الفرنسي الأستاذ ايمانويل تريلا من جامعة أورليان بفرنسا. وتحصّل الأستاذ عبد اللاوي المختص في علوم الرياضيات بموجب هذه الجائزة السنوية في طبعتها السابعة على مبلغ مالي قدر ب250 ألف دينار جزائري في حفل تكريم احتضنته كلية الرياضيات بحضور عميد جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا البروفيسور علي بن زاغو والمدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي السيد عبد الحفيظ أوراق، إضافة لممثل مؤسسة موريس أودان بفرنسا. فيما تحصل الطرف الفرنسي الذي لم يتمكن من الحضور لأسباب شخصية على قيمة مالية بلغت 2500 أورو. وافتك الجزائري بومدين عبد اللاوي (35 سنة) جائزة موريس أودان للرياضيات مناصفة مع زميله الفرنسي تريلا (36سنة) بعد منافسة شديدة جمعت 19 مترشحا جزائريا وفرنسيا لنيل هذه الجائزة التي اعتاد المشرفون عليها تنظيمها سنويا منذ سنة .2004 وصرّح الأستاذ المحاضر في الرياضيات بجامعة أبو بكر بلقايد بتلمسان ل''المساء'' عقب تكريمه أن اختياره رفقة زميله الفرنسي يعد تشريفا كبيرا للباحثين الجزائريين والجامعة الجزائرية على حد سواء التي تتمتع بكفاءات علمية عالية قادرة على إحداث التميز في الدراسات والبحوث المنجزة في التخصصات العلمية ذات العلاقة بالرياضيات مقارنة بما يقدم من بحوث في فرنسا، داعيا الجهات الوصية إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالكفاءات العلمية الوطنية وتسخيرها كافة الإمكانيات المادية والتقنية في بحوثهم الأكاديمية. وأضاف أن التكريم الحقيقي لا يتمثل في الجانب المادي بقدر ما يتجلى في إعادة الاعتبار للكفاءات العلمية التي تتوفر عليها الجامعات والمعاهد الوطنية والتي تشتغل في إيجاد نظريات جديدة في مادة الرياضيات وتطبياتها. وأكد عميد جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا أن جائزة موريس أودان للرياضيات تعد معيارا هاما لتقييم الكفاءات والقدرات البحثية للأساتذة والباحثين الجزائريين والفرنسيين في شتى التخصصات التي تضمنها كليات ومعاهد علوم الرياضيات، لاسيما مع الصيت العالمي لهذه الجائزة التي تعود لأودان الذي اشتغل أستاذا محاضرا في جامعة الجزائر سنوات الخمسينيات. وأوضح أن اختيار الأستاذ عبد اللاوي بومدين يعد تشريفا للجامعة الجزائرية التي يشهد لها بمستوى التكوين المعرفي والنوعي الذي تضمنه لاسيما في التخصصات العلمية. وبدوره أشاد المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي السيد عبد الحفيظ أوراق بأهمية هذه الجائزة التي تكتسي اهتماما واحتراما كبيرين في فرنسا، مؤكدا أنها عامل علمي قوي لدفع الشراكة والتعاون الثنائي مع هيئات ومؤسسات البحث العلمي الأوربية، وقال ''إن الوزارة الوصية والمديرية العامة للبحث على أتم الاستعداد لمرافقة الأعمال العلمية للباحثين الوطنيين ونشرها''. ومن جهة أخرى، صرّح ممثل مؤسسة موريس أودان المتواجد مقرها بفرنسا السيد جيرارد ترونال أن هذه المبادرة التي تجمع كل سنة مترشحين اثنين في تخصص الرياضيات ارتأى منظموها هذه السنة تقوية العلاقات الثنائية بين الجامعات والباحثين الجزائريين والفرنسيين، معربا عن ارتياحه الكبير لاختيار الجزائري عبد اللاوي ضمن الفائزين الأوائل. وأضاف أن الجائزة تعد عرفانا شجاعا لجهود وتضحيات موريس أودان الذي أكد مساندته للثورة الجزائرية ودافع عن أحقية الشعب الجزائري في تقرير مصيره واستقلاله، وهذا رغم الحملة الشرسة التي تطال الرجل في فرنسا على وجه التحديد وهذا بسبب مواقفه المؤيدة للجزائر. وللاشارة، فقد تخلل حفل التكريم عرض فيلم وثائقي حول السيرة الذاتية لموريس أودان الذي تم تخليد اسمه بإطلاقه على أحد شوارع قلب العاصمة ''ساحة موريس أودان'' قرب الجامعة المركزية بن يوسف بن خدة، إلى جانب عرض الجوانب الهامة في مسار مساندته لثورة التحرير وشهادات حية لمن عايشوه حول ظروف اغتياله من طرف الفرنسيين المتشددين التي تبقى غير واضحة لحد الآن.