رغم النداءات المتواصلة والتحذيرات التي تتزامن مع اقتراب إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف حول مخاطر الألعاب النارية والمفرقعات، إلا أن الظاهرة تستنسخ نفسها كل سنة وكأن لا أحد معني بها· قسنطينة التي تشهد على غرار مختلف أنحاء الوطن ظاهرة بيع المفرقعات مع اقتراب هذه المناسبة الدينية، وتكثر بها الألعاب النارية خاصة بين الأطفال والمراهقين، اهتدى بها بعض الأطفال إلى طريقة جديدة واقتصادية للتمتع بدوي المفرقعات· والاكتشاف هذا هو اختراع كيميائي أوجده أطفال لا يفقهون حتى أبجديات الكيمياء، ويتمثل هذا الاختراع في مزج سائل روح الملح بمعدن الألومنيوم المسترجع من مخلفات المواد الغذائية ومواد التغليف، ثم يوضع الخليط داخل قارورة بلاستيكية ثم تُرج جيدا، ليبدأ التفاعل الكيميائي داخل القارورة ليؤدي ذلك المزيج إلى انفجار القارورة البلاستيكية محدثا دويا هائلا مماثلا لانفجار المفرقعات من نوع "دوبل كانون" مثلما تسمى· وما يجهل هنا هو طبيعة مزيج الغاز الذي ينبعث بعد انفجاره غاز كميائي لا تعرف مدى خطورته على صحة هؤلاء الأطفال الذين لا يعيرون إهتماما لهذا الأمر بقدر ما تستهويهم قوة الانفجار· وأكد لنا رئيس مخبر علم السموم بالمستشفى الجامعي لإبن باديس قائلا إن التفاعل بين روح الملح والألومنيوم يؤدي إلى تكوين مادة كلورورالألومنيوم، ومع انتشار غاز الكلور تحدث مضاعفات خطيرة على الرئتين بعد استنشاقه وكذلك على الأنف والعين، حيث يسبب هذا الغاز جفاف بالأنسجة أو حتى تصلبها ما يؤثر كثيرا على وظائف هذه الأجهزة الحيوية·