فقد نظام الرئيس اليمني على عبد اللّه صالح أمس أبرز دعائمه مع انضمام أكبر شيخ قبلي في البلاد إلى ''ثورة الشباب'' المطالبة برحيل الرئيس عبد اللّه صالح إضافة إلى انضمام، عشرات الضباط والمسؤولين إلى هذه الحركة الاحتجاجية. ففي ضربة قوية لنظام الرئيس صالح أعلن شيخ مشايخ القبائل حاشد صادق الأحمر انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام ودعا الرئيس صالح إلى ''خروج هادىء'' و''مشرف'' من السلطة التي يتولاها منذ 32 عاما. وقال الشيخ الأحمر في تصريح صحافي أمس ''أعلن باسم جميع أبناء قبيلتي انضمامي للثورة وأوجه نداء إلى الرئيس ليخرج بهدوء حتى يجنّب اليمن سفك الدماء''. مؤكدا في الوقت نفسه استعداده للوساطة من أجل خروج مشرف للرئيس صالح من الحكم. والمؤكد أن تخلي الشيخ الأحمر عن نظام الرئيس صالح من شأنه أن يضعف موقف هذا الأخير بالنظر إلى طبيعة المجتمع اليمني المبني على القبلية من جهة ومن جهة أخرى في ظل استمرار الدعوات المطالبة برحليه والتي جاءت هذه المرة من قبل مسؤولين انشقوا عنه. فقد طالب خمسة سفراء يمنيين معتمدين في دول أوروبية باستقالة الرئيس صالح في الوقت الذي أعلن فيه كل من سفيري اليمن في العربية السعودية والكويت محمد علي الأحول وخالد رجاح شيخ على التوالي استقالتهما من منصبيهما احتجاجا على قمع المتظاهرين السلميين على يد قوات الأمن. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أعلن عشرات الضباط في الجيش اليمني أمس انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس صالح وعلى رأسهم الجنرال علي محسن الأحمر الذي يعد من أهم وجوه النظام. كما قدم أحمد قعطابي محافظ مدينة عدن ثاني كبرى المدن اليمنية في الجنوب استقالته احتجاجا على ما يحدث في البلاد وهو الذي كان عيّنه الرئيس صالح الشهر الحالي بعد إقالته محافظي خمس مدن من بينها عدن بسبب أحداث العنف الدامية التي تشهدها الاحتجاجات. وكان عدد من كبار المسؤولين والعسكريين والنواب وأعضاء الحزب الحاكم قدموا استقالاتهم من مناصبهم ومنهم وزير السياحة نبيل الفقيه ووزيرة حقوق الإنسان هدى ألبان ووزير الأوقاف حمود الهتار. وقدم هؤلاء استقالاتهم احتجاجا على قمع المتظاهرين والمعتصمين برصاص قناصة ومسلحين مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى، وهو ما تسبب في تفاقم الأزمة وتعقيدها أكثر في اليمن كما ضيق من هامش المناورة للرئيس صالح. هذا الأخير الذي رفع ورقة الخطر مما وصفها ب''محاولات العودة إلى نظام الإمامة'' وذهب إلى اتهام أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارضة وعناصر التمرد وتنظيم القاعدة بالسعي إلى تجزئة اليمن وتمزيق وحدته الوطنية. ورغم إصرار مئات الآلاف من المحتجين المناهضين له على مواصلة اعتصماتهم ومظاهراتهم فإن الرئيس صالح اعتبر أنه يحظى بدعم أغلبية الشعب اليمني وقال ''سنقاوم... أغلبية الشعب اليمني مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية''. وأضاف أن ''أولئك الذين يدعون إلى الفوضى والعنف والإقصاء مجرد أقلية محدودة''. ويطالب المتظاهرون منذ أسابيع بتغيير النظام وتنحي الرئيس عبد الله صالح عن السلطة. وشهدت الاحتجاجات يوم الجمعة الماضي منحى دمويا أدى إلى مقتل 52 شخصا وإصابة حوالي 150 آخرين مما دفع بالرئيس اليمني إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد.