كشفت رئيسة مصلحة تشخيص السرطان بالمستشفى الجامعي ببني مسوس، الدكتورة خيرة بن ديساري ل''المساء'' أن المصلحة شخصت 465 حالة سرطان لسنة ,2010 يأتي في المرتبة الأولى سرطان القولون ويليه سرطان الأجهزة التنفسية والتناسلية، مضيفة أنه حتى ولو توفرت وسائل التشخيص المبكر فإن الإمكانيات تبقى قليلة ولا ترقى للتكفل ب 40 ألف حالة سرطان في الجزائر. وأوضحت الدكتورة خيرة بن ديساري على هامش لقاء ترأسته خلال اليومين الأخيرين بمستشفى بني مسوس، أن الجزائر بعدما كانت مهددة بالأمراض المعدية والميكروبات، ثم الأمراض المزمنة في فترة ما، اليوم أصبح مرض السرطان في طليعة الأمراض المميتة والفتاكة، وأرجعت محدثتنا ذلك إلى جملة من الأسباب على غرار نقص التوعية والتحسيس وما يترتب عنه من غياب للتشخيص المبكر. من جهة أخرى كشف البروفسور ''أ. بوعلقة''، من المستشفى الجامعي فرونس فانون ببليدة أثناء مداخلته التي تمحورت حول ''العلاج بالأشعة''، على حالات مرض السرطان التي تتزايد بصفة سريعة، إذ أن عدد الحالات يتضاعف تقريبا كل عام إذ قدرت الحالات المسجلة سنة 2002 ب ,22772 لتصل إلى 39713 حالة سنة ,2009 موضحاً أن مستشفى فرانس فانون سجل 2429 حالة لمرض السرطان لسنة ,2010 منها 840 حالة خاصة بسرطان الثدي لدى النساء بنسبة 35 بالمائة، و300 حالة بالنسبة لسرطان الرحم أي ما نسبته 12 بالمائة، وخضعت 280 حالة للعلاج بالأشعة، أما بالنسبة لسرطان الأجهزة التنفسية فقد سجلت 323 حالة، أي ما نسبته 13 بالمائة، وخضعت 172 حالة للعلاج بالأشعة، مشيراً إلى أن من بين المشاكل التي تؤرق المختصين والمرضى على حد سواء هو نقص الأجهزة الخاصة بالعلاج الإشعاعي التي تقدر ب 70 جهازا في الجزائر مقارنة ب 450 منها في فرنسا، وعليه فإن 8000 حالة خاصة بمرض السرطان فقط سيتكفل بها، بينما تبقى نسبة 20000 حالة تسجل ضغطاً على مستوى مختلف مراكز العلاج بالأشعة عبر الوطن والتي تقدر ب 6 مراكز فقط، على صعيد آخر دعا البروفيسور جمعي من المستشفى الجامعي ببني مسوس إلى ضرورة إنشاء معهد وطني لمرض السرطان، وهذا لأجل تعميق البحث العلمي حول هذا الموضوع وكذا متابعة مستجدات هذا المرض، وتوسيع العمل المشترك مع أطراف عربية وأجنبية. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الوطني حول مرض السرطان المنعقد يومي 20 و21 مارس الجاري، والمنظم من طرف مستشفى بني مسوس، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكذا وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، حيث عرف مشاركة أطباء ومختصين عدة من مستشفيات بالوطن، وأجمع المختصون على ضرورة تكامل وتظافر جميع التخصصات الطبية وشبه الطبية لمكافحة مرض السرطان-.