سجّلت وحدات الدرك الوطني أرقاما مرتفعة فيما يخصّ قضايا الاعتداءات ضد النساء حيث عالجت 414 قضية خلال شهرين فقط من السنة الجارية (جانفي وفيفري) واحتلّت الجزائر العاصمة الصدارة في قائمة العنف ب 58 قضية تم على اثرها سجن 45 شخصا، وبلغة الأرقام والدراسة والتحليل قدمت الملازم بومدين وهيبة التابعة لقيادة الدرك الوطني دراسة حول ظاهرة العنف التي أخذت أبعادا خطيرة وأشكالا متعددة· حيث تم التطرق الى شبح العنف الذي طال العالم بأسره والى الانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها النساء وعلى راسها العنف الجسدي، والجنسي، العقلي والعنف القائم على أساس نوع الجنس، وعلى سبيل المثال لا الحصر 3 نساء يمتن كل 15 يوما بسبب العنف المنزلي بفرنسا في حين تتعرض من بين كل 5 نساء للإعتداء الجسدي أو الجنسي في الحياة الزوجية، في حين تتعرض 31% من الفتيات والمراهقات في أوربا الشرقية للعنف الجنسي· أما في الجزائر فيتزايد العنف بصورة مقلقة حيث يسجّل أولا داخل الأسرة ويتضح ذلك من عينة شملت 9033 إمرأة ضحية عنف تم استجوابهن من طرف لجنة العنف ضد المرأة، فمعدّل العنف داخل الأسرة 50% أكثرها من قبل الأبناء ضد أمهاتهم وكذا ضرب الاشقّاء لشقيقاتهم· وتطرقّت صاحبة الدراسة الى الطرق الردعية والاطار القانوني لمحاربة الظاهرة والحد من العنف ضد المرأة حيث قدمت المواد الخاصة بكل من القتل العمدي، التعذيب، أعمال العنف العمدية والمتمثلة في الضرب والجرح العمدي، الضرب والجرح العمدي الذي يؤدي الى عاهة مستديمة الضرب المفضي للوفاة، وكذا المواد الخاصة بكل من التهديد بالعنف، السب والشتم، هتك العرض، الأفعال المخلّة بالحياء، زنا المحارم وتحريض القصر على الفسق والدعارة·كما اعتمدت الملازم بومدين وهيبة على تقديم مقارنة بين السنوات في جداول، حيث أوضحت الأرقام تزايدا مذهل من 2001الى2003، فقد ارتفعت الحصيلة من 2001 الى 2002 بفارق 253 قضية بالوصول لسنة 2003 ارتفع عدد القضايا الى210 قضية· أما سنة 2004 فقد شهدت انخفاضا لظاهرة العنف ضد المرأة ب 289 قضية وتم تسجيل 1747 ضحية سنة 2001 و1513سنة 2002 ليرتفع بقوة سنة2003 الى 2330 ضحية وانخفض سنة 2004 الى 1955 ضحية·في حين تم تسجيل 1194 قضية عنف سنة 2005 لينخفض عدد القضايا الى 248 قضية سنة 2006·أما فيما يخص الاعتداءات الجنسية فقد تم تسجيل 488 قضية اعتداء سنة 2007· وجاءت ولاية الجزائر العاصمة في مقدمة العنف ب 58 قضية تليها سطيف ب 57 قضية ثم وهران ب 50 قضية مستغانم ب 48 قضية، ثم الشلف ب 46 قضية، في حين سجلت أقل الأرقام بكل من تمنرسات ب 5 قضايا، النعامة ب 03 قضايا وايليزي بقضية واحدة· وأكّدت الملازم أن معدل العنف لدى الفئة المتعلمة منخفض جدا وأن المرأة الماكثة في البيت أكثر المتضررات وأن المطلوب هو "وقفة رادعة " تكشف عن كافة أشكال العنف الممارس ضد النساء فالاغتصاب والاعتداءات الجسدية والتعذيب والاستعباد الجنسي والاجبار على ممارسة الدعارة جرائم ضد الانسانية