عاش اليمن أمس، يوما داميا آخر ميزه انفجار وقع داخل مصنع للذخيرة في محافظة أبين جنوب البلاد أسفر عن وقوع عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى في تطور جديد قد يزيد من تفاقم الأزمة السياسية المستفحلة في هذا البلد. ولقي ما لا يقل عن 76 شخصا مصرعهم وأصيب العشرات جراء حريق هائل تسبب في انفجار بمصنع لإنتاج الذخيرة بمنطقة الحصن التابعة لمحافظة أبين الجنوبية. وهي المحافظة التي كانت قد سقطت أول أمس، بيد عناصر مسلحة قالت السلطات اليمنية أنهما تنتمي إلى تنظيم القاعدة بعدما استولت على القصر الرئاسي ومبنى الإذاعة بمدينة جعار بعد سيطرتها على مصنع الذخيرة. وقال مصدر أمني لم يكشف عن هويته أن الانفجار وقع عندما دخل سكان من منطقة باتيس شمال مدينة جعار في محافظة أبين إلى المصنع لنهب وسلب ما تبقى من معداته وقد انفجرت أثناء ذلك مواد تستخدم لتصنيع الذخيرة تلاه نشوب حريق. وحسب المعلومات الأولية فإن الحادث نتج عن اشتعال مادة البارود والمفرقعات الموجودة بالمصنع ما أدى إلى انفجارات كبيرة واندلاع حريق هائل فيه وسقوط عدد كبير من القتلى على الفور وإصابة العشرات توفي عدد كبير منهم بسبب خطورة إصاباتهم. وكان سبعة جنود يمنيون من بينهم ثلاثة ضباط لقوا مصرعهم وأصيب ثمانية آخرون أول أمس عندما هاجمت عناصر تابعة لتنظيم القاعدة نقطة أمنية تابعة للشرطة العسكرية على الطريق الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب شرق اليمن. وتأتي هذه التطورات الخطيرة في الوقت الذي تزايدت فيه حدة الاحتجاجات التي تطالب الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما بالرحيل. وكانت الساحة اليمنية قد شهدت الأسبوع الماضي بعد إعلان اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية تأييد وحداته العسكرية للمعتصمين المطالبين بإسقاط النظام، انضمام عدد من الألوية والقيادات العسكرية والأمنية وقيادات في الحرس الجمهوري إلى الثورة السلمية التي ''تعهدت بحمايتها'' في تطور اعتبره مراقبون ''انتصارا لثورة الشباب'' المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام. وفي سياق تطورات الأحداث في اليمن أقال الرئيس صالح اثنين من قادة الألوية العسكرية اللذين أعلنا مؤخرا انضمامها إلى المحتجين المطالبين بإسقاط نظامه وعين قائدين جديدين خلفا لهما. بالتزامن مع ذلك جدد تحالف أحزاب اللقاء المشترك الذي يشكل المعارضة الرئيسية باليمن تأكيده بأنه ''رهن قراره بقرار الشباب المعتصمين'' في ميادين الحرية والتغيير بمختلف المحافظات وأن ''أي عمل سياسي للمعارضة سيكون داعما للشباب ولن يخرج عن ذلك''. وقال محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة أن هذه الأخيرة جزء ''من الشعب الثائر والذي يريد أن يتخلص من النظام وسيساعد في إنجاز هذا المطلب بكل الوسائل السلمية المتاحة'' ودعا إلى ''تشكيل لجنة دولية للتحقق من نتائج انتخابات الرئاسة عام 2006 التي يدعي صالح أنها منحته الشرعية''. وأضاف أن ''المحاولة التي بذلها سفيرا الولاياتالمتحدة وبريطانيا اللذان كان لديهما أمل في نقل صالح للسلطة كما وعدهما بذلك هي التي أخرت الشباب عن إنجاز زحفهم على القصر الرئاسي بصنعاء الأسبوع الماضي''. وجاءت هذه التصريحات بعد تعثر التوصل إلى اتفاق بين السلطة اليمنية والحزب الحاكم من ناحية وبين تحالف أحزاب اللقاء المشترك من ناحية أخرى وذلك خلال اللقاءات التي جرت بينهما بصنعاء خلال اليوميين الماضيين بحضور أمريكي وأوروبي.