أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين الهادي خالدي أن قطاعه رفع مشروع إنشاء خلايا التوجيه والمرافقة والمتابعة، الذي جاء بناء على طلب من رئيس الجمهورية، إلى الحكومة، مشيرا إلى أن هذه الآلية التي تستجيب لمحور الانشغال المتمثل في ايجاد سبل تمكين الشباب من الظفر بمشاريع تخول له العيش الكريم، ستدعم بعد سلسلة من اللقاءات المحلية والجهوية مع أبناء القطاع بعقد الندوة الوطنية الثالثة في نهاية ماي المقبل لطرح كافة الانشغالات. وأوضح الوزير أول أمس، خلال إشرافه على تظاهرة أبواب مفتوحة حول كيفية إنشاء مؤسسة مصغرة بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين والتعليم المهنيين بالمكان الجميل، أن خلايا التوجيه والمرافقة والمتابعة التي ينتظر أن تنشأ بمرسوم تتشكل من ممثلي أجهزة المعلومة لتولي مهمة مرافقة المتربصين في قطاع التكوين المهني من خلال تقديم دروس خاصة حول كيفية تشكيل ملفات ووضع دراسات تقنية والتفاعل مع السجل التجاري وكذا التعامل مع المؤسسات المصرفية والضريبية. وأضاف أن هذه الخلايا التي تم تنصيب البعض منها مؤقتا على مستوى الولايات تعد تكملة لمشوار الإصلاحات الذي يخوضه القطاع منذ ,2004 لافتا إلى أن المجلس الوطني للشراكة المنصب في جانفي المنصرم سيحدد قريبا برنامج عمل لأداء دوره الكامن في مرافقة قطاع التكوين والتعليم المهنيين في وضع مخطط وطني للتكوين، إضافة إلى خلق جسور تعاون بين القطاع والمؤسسات الاقتصادية. كما استعرض الوزير خلال اللقاء مجهودات قطاع التكوين التي أدت إلى فتح 250 ألف منصب شغل عن طريق المقاربة الاقتصادية في حدود السنة المنصرمة، معربا عن استحسانه لمبادرة توفير أجهزة تشغيل ودعم الشباب التي تعد تجربة جزائرية محضة يغلب عليها الطابع التضامني. وفي سياق آخر؛ دعا وزير التكوين والتعليم المهنيين الشباب إلى الاستفادة من فرص التكوين المتاحة للتمكن من الاندماج مهنيا، باعتبار أن مشكلة البطالة التي تعاني منها الجزائر يقابلها مشكل نقص اليد العاملة في غياب المؤهلات التي يتطلبها سوق العمل، كون هذه الأخيرة مرتبطة أساسا بالتكوين. وذكر السيد الهادي خالدي الشباب المتربص برسالة رئيس الجمهورية القاضية بتبسيط الإجراءات الإدارية لفائدة الشباب الراغب في الاستثمار، وتذليل كافة الصعاب التي كانت تواجههم من قبل على غرار عدم التمكن من الاستفادة من القروض بسبب مبدإ الوساطة الذي تعتمده البنوك، حيث تم وضع آليات لحماية طالبي الدعم والمترشحين للاستفادة من أجهزة التشغيل. وبخصوص المعرض الذي نظمته جمعية الشباب المستثمر لولاية الجزائر، قال المسؤول الأول عن قطاع التكوين إنه صورة واضحة عن الشاب الجزائري التواق للعمل والمساهمة في تنمية البلاد. كما وعد الجمعية المنظمة بتقديم الدعم الكامل ليسير قافلات في كافة مراكز التكوين والتعليم المهنيين في كافة أرجاء الوطن بغية مواصلة مهمة تحسيس الشباب المتربص حول مرحلة ما بعد التكوين. وفي كلمته، نقل ممثل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي رسالة الى الشباب مفادها أن الاستثمار أو ايجاد فرص العمل بدون تأهيل غير ممكن، مذكرا بأن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤقتا قدمت جملة من التسهيلات من خلال تقليص نسبة المساهمة، فضلا عن تقديم قروض بدون فوائد لفتح المجال أمام الشباب المستثمر لإنجاح مشاريعهم. ومن جهته، أشار ممثل وزارة التضامن الوطني أن هذا القطاع شريك في مجال تنشيط مشاريع مصغرة، حيث أن جهاز القرض المصغر سمح منذ2005 بخلق أكثر من 300 منصب شغل دائم. وأكد أيضا أن الشرط الأساسي ليتمكن الشباب من الاندماج مهنيا هو التكوين، بعد أن اتخذت الحكومة مؤخرا جملة من القرارات المسهلة للعملية، لاسيما منها ما يتعلق بتمويل القرض المصغر للنشاطات التجارية. أما ممثل جمعية الشباب المستثمر لولاية الجزائر، فقال إن اختيار معاهد التكوين والتعليم المهنيين لتحسيس الشباب هو حجر الأساس لإنشاء مؤسسات مصغرة تسهم في تحقيق أهداف التنمية التي سطرها البرنامج الخماسي، خاصة في مجال الصناعة. وتجدر الإشارة إلى أن تظاهرة كيفية إنشاء مؤسسات مصغرة وسبل الإدماج المهني لفائدة خريجي معاهد ومراكز التكوين المهني، كانت فرصة للاطلاع على انشغالات الشباب المستثمر.