عندما تسأل العديد من عامة الناس أين تخزنون الدواء يأتي الجواب تلقائيا: في المطبخ أو في الثلاجة أو في غرفة الحمام! ما يعني أن النشرية التي تصحب علب الدواء كثيرا ما تؤول إلى نسي منسي بسبب تقاعس العديد من المستهلكين عن الاطلاع عليها دون الاكثرات بالعواقب التي قد تنجم عن ذلك. من جملة الأخطاء الشائعة داخل العديد من البيوت، حفظ كافة أنواع الأدوية في وسط لا يتلاءم مع شروط الحفظ المطلوبة، مما يفقدها فعاليتها، بل ويهدد أحيانا بتحويلها إلى خطر كيميائي، في ظل المعطيات التي تشير إلى أن العديد من الحوادث المنزلية سببها أدوية الثلاجة التي تثير فضول التجريب لدى الأطفال، هذه الحقيقة ترجمتها بعض الإجابات التي جاءت على لسان البعض ممن استطلعت ''المساء'' آراءهم.. وفي هذا الشأن تكشف السيدة ''فاطمة الزهراء''، أنها حريصة على مراجعة تاريخ صلاحية كل دواء تقتنيه، ملفتة إلى أنها تفضل رمي كل ما يتبقى من الدواء المستعمل وزيارة الطبيب مجددا إذا استدعى الأمر ذلك، خوفا من أن تكون قد تعرضت للتلف.. وعن السبب توضح: '' لأننا في معظمنا لا نملك ثقافة حفظ الأدوية وفق الشروط اللازمة، والواقع أن هذه الشروط كلها موضحة في النشرية المرفوقة بالدواء، لكن المشكل المطروح هو أننا نعجز عن الاطلاع على تفاصيلها، والمفترض أن نكون كأمهات مطلعات، خاصة وأننا نناول أطفالنا الدواء ونتابعهم طيلة مدة العلاج. وتعترف السيدة ''نورة''، موظفة، بأنها كثيرا ما تسمع عن المخاطر الناجمة عن عدم التخزين الجيد للدواء، لكن رغم ذلك لا تكلف نفسها عناء قراءة نشرة الدواء... وعن المكان الذي تخزن فيه الأدوية عادة، تشير إلى أنها تضعها في الثلاجة تفاديا لتعرضها للطفيليات، خاصة في مواسم الحرارة. نفس الإجابة جاءت على لسان السيدة ''فريدة''، خريجة كلية الحقوق، تقول : ''الثلاجة هو المكان الآمن في نظري للاحتفاظ بالأدوية، التي غالبا ما تثير فضول الأطفال للتجريب. وتستطرد لتوضح ل ''المساء'' بأنها ورثت هذه العادة عن والدتها. أما عن النشرية المرفقة بعلب الدواء، فتذكر بأنها لا تطلع عليها إلا في الحالات والتي تسوء فيها الحالات الصحية لأطفالها لمعرفة دواعي استخدام الدواء والآثار الجانبية. وعلى خلاف ممن لا يولون أهمية للنشرية المرفقة بالدواء، تعترف السيدة '' نريمان. م''، أنها مواظبة على قراءة نشرية الدواء كلما استدعى الأمر أن تتناوله هي أو أحد أفراد أسرتها. وتتابع أنها تطلع على كل ما يتعلق بدواعي الاستعمال، تاريخ الصلاحية، وطرق التخزين لتعرف إذا ما كان من الممكن أن تضعه في الثلاجة أم لا. وتلخص وجهة نظرها قائلة : '' معرفة طرق التخزين وتفادي التسممات التي قد تنجم عن تلف الدواء وتعرضه للطفيليات، أمر بسيط جدا لا يتطلب سوى مراجعة نشرية الدواء، وهو ما أنصح به الجميع. وفي هذا الصدد ينبه المختصون في علم الصيدلة، إلى خطورة تناول الدواء بدون ضوابط، والتمسك بالعادات الخاطئة الشائعة في التعامل مع الدواء، بدءا بتخزينه في أماكن غير ملائمة ودرجات حرارة مختلفة. وللتوضيح، ارتأت ''المساء'' أن تستشير بعض الصيادلة بالعاصمة، فأكدوا على أن الدواء مادة سامة لديها شروط خاصة بالاستهلاك وطرق الحفظ، لذا ينبغي الوعي بها لتفادي المخاطر التي قد تنجم عن التخزين العشوائي للدواء، كوضعه مثلا في الثلاجة أو في أماكن رطبة أو معرضة للحرارة. وقالت صيدلانية بساحة الشهداء، أنه من الخطأ أن تخزن كافة الأدوية في الثلاجة، حيث أن هناك مجموعة محددة ينبغي أن توضع في الثلاجة تتمثل في الأدوية الخاصة بالهرمونات، كل أنواع الأنسولين والمعقمات. كما يمكن وضع التحميلات في الثلاجة، على أن يقتصر ذلك على فترات الحرارة الشديدة فقط. منبهة إلى أن المكان الملائم هو مبرد الثلاجة وليس المجمد. وتضيف صيدلانية أخرى بالجزائر الوسطى، أنه ليست كافة أنواع الدواء بحاجة إلى الحفظ في مكان بارد، إنما بعض الأنواع فقط هي التي يلزم وضعها في مبرد الثلاجة، على غرار بعض أنواع قطرات العين والأنسولين بجميع أنواعه والأدوية المساعدة على الحمل. وحسب صيدلاني آخر بالجزائر الوسطى، فإنه يكمن أيضا حفظ جميع أنواع اللقاحات والأمصال. مشيرا إلى أن طرق التخزين الخاطئة للأدوية، والتي تدفع بالبعض إلى تركها في الثلاجة أو في المطبخ سبب مباشر لتلفها وتحللها بسبب اختلاف درجات الحرارة والرطوبة التي تتعرض لها، لهذا يجب الاطلاع على النشرية المرفوقة بالدواء لمعرفة درجة الحرارة التي يجب أن يحفظ فيها. وعموما، يجب الاحتفاظ بالأدوية في مكان بعيد عن أشعة الشمس، لأن ترك الدواء في درجة حرارة أعلى من المدونة على علبته تعرضه للتلف بسرعة أكبر، لذا عند شراء دواء جديد يجب مراجعة ظروف التخزين المدونة على العبوة. وينبغي الانتباه إلى ضرورة عدم حفظ الدواء في الثلاجة إلا بطلب من الطبيب أو الصيدلي كي لا تفقد مفعولها. ومما يجب معرفته عموما عن صلاحية الدواء، أن انتهاء صلاحية دواء ما، يعني أنه عند وصوله إلى نهاية فترة الصلاحية المدونة عليه، وصول تركيز المادة الفعالة به إلى 90 في المائة من تركيزها الطبيعي. وبحسب أهل الاختصاص، فإنه ليس بالضرورة أن يؤول الدواء منتهي الصلاحية إلى ضار، وإن كان من غير المفضل استعماله بعد انتهاء فترة الصلاحية. وتبقى الإشارة ضرورية إلى أن بعض الأنواع تحسب صلاحيتها من بداية فتحها للاستعمال، مثلا قطرات العين يجب التخلص منها بعد شهر من بداية استعمال العبوة منعا لخطر التلوث الذي قد يحدث، وبالتالي يضر العين. وهناك أيضا المضادات الحيوية التي تأتي على شكل مسحوق يحل بالماء، فدواء الأموكسيسلين صالح لمدة 14 يوما من تاريخ فتح العبوة للاستعمال.