من الأخطاء الشائعة داخل العديد من البيوت حفظ كافة أنواع الأدوية داخل الثلاجة لاستعمالها وقت الحاجة بلاضابط ودون مراجعة تاريخ صلاحيتها، مما يجعلها بمثابة خطر كيماوي يهدد الكبار والصغار في آن واحد، في ظل المعطيات التي تشير إلى أن العديد من الحوادث المنزلية سببها أدوية الثلاجة التي تثير فضول التجريب لدى الاطفال. يشكل الاستهلاك العشوائي للدواء ظاهرة مستفحلة في المجتمع، من ضمن أبرز جوانبها شراء البعض الدواء بدون وصفة طبية وتعاطيه دون إرشادات، وكذا تخزينه في أماكن غير مناسبة ودرجات حرارة مختلفة، متجاهلين النتائج التي قد تترتب عن ذلك. وفي هذا الشأن تحذر العديد من التقارير الطبية من الاستخدام السيء للدواء نظرا للمضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن ذلك، وتأتي في المقدمة المسكنات التي قد يؤدي الإدمان على استهلاكها إلى الاصابة بقرحة المعدة أو إحداث تلف على مستوى الكبد. في الوقت الذي يعد الاستهلاك العشوائي للمضادات الحيوية أحد أسباب الفشل الكلوي. وفي المقابل لا تقل ظاهرة تخزين الادوية في الثلاجة خطورة عن التعاطي العشوائي، حيث ينسى البعض مراجعة تاريخ الصلاحية، كما يقبل الاطفال على تناولها اعتقادا منهم بأنها قطع حلوى، وهو ما يؤكده الواقع المعيشي، حيث أن معظم الاصابات التي يتم تسجيلها سنويا لدى مصالح طب الأطفال سببها الحوادث المنزلية التي تحصل في أحيان كثيرة جراء استهلاك الأدوية المخزنة في الثلاجة. ومن باب التوعية سألت "المساء" صيدليان بالعاصمة، فأكدا على خطورة تخزين الدواء بدون ضوابط، كوضعه مثلا في الثلاجة، باعتبار أن هذه الاخيرة ظاهرة غير صحية، حيث أن الدواء مادة سامة لديها شروط خاصة تتعلق بالاستهلاك وطرق الحفظ. وقالت صيدلانية بشارع العربي بن مهيدي إنه ينبغي للمستهلك أن يكون واعيا ليتجنب خطر الدواء، إذ ليست كل أنواع الدواء بحاجة إلى الحفظ داخل الثلاجة، إنما بعض الأنواع فقط هي التي تتطلب التخزين في مكان بارد، منها بعض الأدوية المساعدة على الحمل، بعض أنواع قطرات العين والأنسولين بجميع أنواعه. وحسب صيدلاني آخر بساحة أودان، فإنه يكمن أيضا حفظ جميع أنواع اللقاحات والأمصال إضافة إلى المضادات الحيوية. وأوضح المتحدث أن طرق التخزين الخاطئة للأدوية، والتي تدفع بالبعض إلى تركها في الثلاجة أو في المطبخ سبب مباشر لتلفها وتحللها بسبب اختلاف درجات الحرارة والرطوبة التي تتعرض لها، لهذا يجب الاطلاع على النشرية المرفوقة بالدواء لمعرفة درجة الحرارة التي يجب أن يحفظ فيها. والجدير بالتنبيه - حسب المصدر - هو أن يكون الأولياء حذرين، لأن أدوية الثلاجة كثيرا ما تشكل خطرا على الأطفال الذين يقودهم الفضول إلى تناولها، خاصة وأن بضعها تشبه قطع الحلوى وعليها رسومات مثيرة. وعموما فإنه القاعدة العامة في التعامل مع الأدوية تفرض الاحتفاظ بها في مكان آمن وبعيد عن أشعة الشمس، حيث لا تحفظ في الثلاجة إلا بطلب من الطبيب أو الصيدلي كي لا تفقد مفعولها.