افتتحت أمس الطبعة الخامسة من صالون التشغيل برياض الفتح في العاصمة تحت شعار ''ملتقى الكفاءات والأفكار المبتكرة''، بمشاركة قرابة الثلاثين مؤسسة من قطاعات مختلفة، جزائرية وأجنبية، جاءت للصالون من أجل عرض فرص عمل وكذا استقبال طالبي العمل بأجنحتها، مع تسجيل غياب كل من الوكالة الوطنية لدعم التشغيل ''أنساج'' والوكالة الوطنية لدعم القرض المصغر ''أنيم'' رغم دعوتهما من الجهة المنظمة. وتوافد منذ الصباح وحتى قبل الافتتاح الرسمي للصالون الكثير من الشباب والشابات على أجنحة الشركات العارضة من اجل وضع سيرهم الذاتية، لاسيما وأن اغلب الشركات خصصت ممثلين لها لدراسة هذه السير في عين المكان، وبالتالي اختيار الترشيحات التي تراها مناسبة للمناصب المتوفرة. لكن الدكتور علي بلخيري وهو مدير مشروع مركز المهن بجامعة ميشغان الأمريكية ومنظم هذه التظاهرة أوضح ان تلقي الترشيحات والسير الذاتية لايعني أن التوظيف سيتم بطريقة مباشرة وفورا، لان هذه الوثائق ستسمح للشركات بإعداد بنك معطيات للكفاءات المتوفرة التي يمكن ان تعتمد عليها متى استدعت الحاجة إليها، دون ان ينفي ذلك وجود عروض عمل محددة جاهزة. وفي تدخله خلال جلسة افتتاح الصالون، أشار المتحدث الى ان النجاح الذي عرفته الطبعات السابقة لاسيما الأخيرة التي استقبلت 20 الف زائر، جعل الجهة المنظمة تقرر التخطيط لتنظيم صالونات مماثلة في كل من وهران وسطيف، ثم اللجوء الى صيغة صالونات التشغيل المتخصصة ابتداء من العام المقبل. وتأسف في السياق من قلة الفضاءات التي تتيح اللقاء بين أصحاب العمل وطالبيه، مستشهدا بما هو موجود في بلدان أخرى لاسيما الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يعرفها جيدا، حيث تنظم جامعة ميتشغان وحدها حوالي 17صالونا للتشغيل سنويا. ولهذا أكد أن الصالون يهدف بصفة خاصة الى تقريب عالم الأعمال من الجامعات والمدارس العليا، لاسيما وأن الجزائر تعرف منذ السنوات الماضية واقعا اقتصاديا قائما على التنافسية، وهنا تكمن الأهمية في البحث عن الكفاءات بالنسبة للشركات العاملة ببلادنا. واعتبر أن التظاهرة فرصة من جهة للمتخرجين الجدد الباحثين عن أول عمل، وفرصة من جهة أخرى للذين يريدون التغيير والبحث عن فرص أفضل تستجيب لطموحاتهم. وسعيا لفائدة اكبر تمت برمجة محاضرات خلال اليومين اللذين يستغرقهما الصالون حول تسيير المؤسسات والتكوين والمقاولة، وورشات حول كيفية صياغة السير الذاتية وطلبات العمل. وأجمعت آراء مسؤولي الشركات الحاضرة على أهمية هذا الفضاء باعتباره فرصة لهم للاقتراب أكثر من الكفاءات التي تبحث عنها، لاسيما الأجنبية التي تعمل على تحسين مواردها البشرية باستمرار، وكان الموعد فرصة لهم كذلك للحديث عن مشاريعهم في الجزائر. كما سجل حضور مواقع الكترونية متخصصة في التشغيل بالجزائر والتي كانت مقصد الكثير من الشباب الباحث عن فرصة. وعن سبب عدم تنظيم مثل هذه التظاهرة في الجامعات بدل رياض الفتح، أشار السيد بلخيري ان التجربة الأولى لهذه المبادرة تمت فعلا بإحدى الجامعات، لكن من أهم سلبياتها ان أكثر من 80 بالمائة من زائريها كانوا طلاب تلك الجامعة. وهو ما جعل الهيئة المنظمة تفكر في فضاءات أخرى منها قصر الثقافة الذي سجل غياب وسائل نقل باتجاهه، ليتم الاستقرار على رياض الفتح الذي قال انه الأنسب. وعبر الكثير من الشباب الذين زاروا الصالون أمس للترشح لمناصب عمل عن استحسانهم لتنظيمه، وعن أملهم في ان يفتح لهم الباب لعالم الشغل الذين اجمعوا على صعوبة اقتحامه لاسيما بالنسبة للمتخرجين الجدد الذين لايملكون الخبرة المطلوبة، كما سجلنا محاولة البعض لتدعيم ترشيحاتهم عبر الحديث باللغة الانجليزية لاسيما وأن اغلب من تحدثنا اليهم يطمحون للعمل بشركات أجنبية.