اعتبرت الحركة الجمعوية الناشطة في مجال مكافحة الإرهاب بالجزائر أن أهم خطوة في طريق استئصال جذور هذه الظاهرة إنما تتمثل في تأطير الحركة الشبانية والاهتمام بها من خلال الاستماع لانشغالاتها وتأطير توجهاتها بما يخدمها وبالتالي خدمة المجتمع· فيما اعتبرت ذات الحركة الممثلة لضحايا الإرهاب انه بالإمكان السمو بالوطن إلى مراتب الأمن والأمان عن طريق التكفل الجيد بالأجيال الصاعدة· كان ذلك أمس بفندق الاوراسي على هامش انعقاد فعاليات الملتقى الدولي الأول حول الإرهاب، حيث ثمنت الحركة الجمعوية الناشطة في هذا المجال الاهتمام بضحايا الإرهاب انعقاد الملتقى الدولي الأول حول الإرهاب بالجزائر كاعتراف دولي من جهة بما بذلته بلادنا في مكافحة الإرهاب التي عاثت آلته في الوطن فسادا لأكثر من عشرية ومعاناتها من جهة أخرى من الصمت العالمي تجاه هذا الدمار· كما اعتبرت هذه الحركة أن دعوة الأممالمتحدة لتنظيم ملتقى دولي للاعتراف بحقوق ضحايا الإرهاب في إطار الاستراتيجية الدولية للتكفل بهذه الفئة خطوة بالغة الأهمية تعكس ضرورة تجنيد المجتمع المدني بصفة واسعة ووقوفه مع مؤسسات الدولة للتصدي لظاهرة الإرهاب· ويتأتى ذلك من خلال عمليات التحسيس والتوعية بالضرر الذي يمكن أن تلحقه آفة الإرهاب بتطور المجتمع وتنميته الدائمة· كما ينتظر من المجتمع المدني العمل على فتح قنوات الحوار مع فئة الشباب للاستماع الى انشغالاته والعمل على خلق الأنشطة الإنتاجية لصالحه بهدف القضاء على الفراغ الذي يؤدي إلى استغلال هذه الفئة من طرف سماسرة شبكات الإرهاب الدولية· وتتجلى أهمية المسعى الهادف لإنشاء شبكة دولية لضحايا الإرهاب من خلال عمل كل جهة على تحديد الكيفيات العملية التي تسمح بتطبيق أهداف الحركات الجمعوية والمجتمع المدني في إطار التكفل بضحايا الإرهاب أينما وجدوا، تقول السيدة "فاطمة الزهراء فليسي" الأمينة العامة للجمعية الوطنية لضحايا الإرهاب المنظمة لفعاليات هذا الملتقى، مضيفة أن "نجاح هذا الملتقى الذي هو رسالة سلام من الجزائر الى العالم تعكس قطع شوط هام على الدرب المؤدي الى تحقيق الغاية· وما المجتمع المدني -تضيف المتحدثة- إلا شريكا للدولة حتى يتم ترجمة هذه الاستراتيجية الدولية لمكافحة هذه الظاهرة"· واعتبرت المتحدثة في كلمتها الافتتاحية أن انعقاد هذا الملتقى يعكس من جانب آخر مدى مساهمة المجتمع المدني في مكافحة ظاهرة الإرهاب ومخلفاته السوسيو-اقتصادية و كذا سبل التكفل بضحايا الإرهاب ولمّ الشمل بعد تطبيق ميثاق السلم والمصالحة التي رسمها رئيس الدولة للتصدي للإرهاب وما هذه السياسة في الحقيقة -تقول فليسي- إلا تجسيدا لإرادة التكفل بضحايا المأساة الوطنية· وأشارت المتحدثة إلى أن تسوية المنازعات الدولية وإقرار حقوق الإنسان وإشاعة العدالة الاجتماعية التي قامت عليها الأديان السماوية هو وجه آخر لمكافحة الإرهاب، مضيفة أن الجمعية الجزائرية لضحايا الإرهاب "تعول كثيرا على هذا الملتقى في تحديد الدور الفعال للمجتمع المدني للمساهمة في تحقيق إجماع دولي لتعريف الإرهاب والتمييز الدقيق بين مفهومه ومفهوم الكفاح المسلح للشعوب بهدف تحقيق استقلالها"·