ندد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز بسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها فرنسا في التعامل مع القضية الصحراوية فهي تدعي من جهة حماية حقوق الإنسان وتطالب الآخرين باحترامها وهي من جهة أخرى تعمل على وضع كل العراقيل أمام التوصل إلى تصفية آخر قضية استعمار في القارة الإفريقية. وجاءت تصريحات الرئيس عبد العزيز خلال إلقائه كلمة افتتاح المؤتمر السادس لاتحاد النساء الصحراويات الذي انطلقت أشغاله أمس بمخيم 27 فيفري تحت شعار ''ترقية النساء الصحراويات من اجل الحرية وصون المكاسب'' وحمل اسم ''ملحمة أقديم أزيك'' تذكيرا بالاعتداء المغربي الدامي على هذا المخيم شهر نوفمبر الماضي بالأراضي المحتلة. وأعرب الأمين العام لجبهة البوليزاريو عن آماله في أن لا تستمر فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي في عرقلة التوصل إلى سلام حقيقي ودائم في منطقة الشمال الغربي لإفريقيا وقال انه ''ليس هناك أي مبرر للتعامل بانتقائية وتمييز مع قضايا جوهرية مثل احترام حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، فيتم اتخاذ الموقف العاجل والصارم هناك وموقف المحاباة والتغاضي بل وحماية وتشجيع الجاني هنا''. ودفعه ذلك إلى مطالبة الأممالمتحدة بتحمل كامل مسؤولياتها في التعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وإيجاد آلية تابعة لبعثة ''المينورسو'' لضمان حماية حقوق الإنسان ومراقبتها والتقرير عنها. كما طالب بممارسة ضغوط على الحكومة المغربية لإرغامها على إطلاق سراح كل المعتقلين الصحراويين قبل وخلال وبعد الهجوم العسكري الدامي على مخيم اقديم ازيك. وجدد الرئيس الصحراوي دعوته الحكومة المغربية بالكشف عن مصير أكثر من 651 مفقودا لديها منذ احتلال غير الشرعي للصحراء الغربية شهر أكتوبر .1975 وعاد الرئيس الصحراوي إلى الوقفة التنديدية المعروفة باسم ''سلسلة الألف'' للتنديد بجدار الفصل المغربي، وقال إنها مناسبة للمطالبة بإزالة ''الجريمة ضد الإنسانية''، مؤكدا في الوقت نفسه على وحدة الأرض والشعب الصحراوي وإصرار هذا الأخير على مواصلة الكفاح والنضال بكل الوسائل المتاحة إلى غاية تحقيق الغاية المرجوة في الحرية والاستقلال. وأشاد محمد عبد العزيز بدور المرأة الصحراوية في ترقية المجتمع الصحراوي ودعاها إلى اقتحام كل المجالات من اجل أن تتبوأ أحسن الأماكن وتتقلد أعلى المناصب وهي التي تقف جنبا إلى جنب مع الرجل في إسماع صوت هذه القضية العادلة إلى كل أنحاء العالم وتحملت ولا تزال تتحمل كل الويلات من اجل استرجاع حقوقها وحقوق شعبها المغتصبة. وفي سياق حديثه عن نضال المرأة الصحراوية عرض الأمين العام لجبهة البوليزاريو نماذج أثبتت قدرة العنصر النسوي في التصدي للاحتلال المغربي والوقوف أمام كل مؤامراته على غرار الحقوقية الصحراوية المعروفة اميناتو حيدر التي أرغمت حكومة المغرب بإضرابها المفتوح عن الطعام على إعادتها إلى منزلها وأرضها بالعيون المحتلة بعد أن طردتها وهجرتها منه قسريا. كما ذكر بحالة الشابتين الصحراويتين الصغيرتين انكية الحواصي وحياة الركيبي اللتين تواجهان بصبر وإصرار عنجهية الاحتلال المغربي الذي لا يتوقف على ممارسة كل أنواع انتهاكات حقوق الإنسان في معتقلاته المختلفة. ولم يفوت الرئيس الصحراوي هذه المناسبة لتوجيه الشكر إلى كل المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والأجنبية المشاركة في أشغال هذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام. وأكد أن مثل هذه المشاركة المتنوعة لا تجسد فقط متانة العلاقات التي تربط المرأة الصحراوية مع نظيراتها في العالم فحسب وإنما تعكس وعيا من نساء العالم بأهمية المكانة التي تحتلها في المجتمع الصحراوي وإصرار على دعمها في معركتها العادلة من اجل الحرية والانعتاق. وعرف المؤتمر حضورا قويا للمنظمات النسوية من مختلف دول العالم منها رئيسة اتحاد النساء الإفريقيات انجي موتسيخا والتي تشغل منصب وزيرة التعليم أيضا واختيرت كضيفة شرف المؤتمر. إضافة إلى وفد عن اتحاد النساء الجزائريات برئاسة الأمينة العامة نورية حفصي ووفود نسوية من موريتانيا وانغولا وكوبا وفنزويلا والنرويج واسبانيا والنمسا وألمانيا. واقترح المشاركون في أشغال هذا المؤتمر جعل تاريخ 20 مارس من كل سنة يوما عالميا للتضامن مع المرأة الصحراوية عرفانا لها بكفاحها ونضالها السلمي في سبيل تحقيق حريتها. مبعوثة المساء إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: ص.محمديوة