أعطت تصريحات السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي، أمس، انطباعا مسبقا بفشل الجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب بمنتجع منهاست يوم الاحد القادم، بسبب حملة القمع التي تمارسها السلطات المغربية وأجهزة قمعها ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة· وقال السفير الصحراوي أن المغرب برسمييه وأحزابه تبنى في المدة الأخيرة لهجة تصعيدية ضد المواطنين الصحراويين وصفها بالخطيرة كونها تأتي في ظرف خاص وعشية إنطلاق جولة مفاوضات جديدة تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية· وأكد إبراهيم غالي على هامش إبرام برتوكول تعاون بين اتحاد النساء الجزائريات ونظيره الصحراوي، أن الرباط اعتمدت خطة أمنية قمعية لإسكات صوت انتفاضة المدن المحتلة، كثفت خلالها أجهزة القمع المغربية حملاتها القمعية باقترافها انتهاكات سافرة في مجال حقوق الإنسان من بطش وتعذيب واعتقالات وإصدار أحكام جائرة على المواطنين الصحراويين في مسعى لإسكات أصواتهم وعدم فضح ما يجري من أشكال التعسف في المدن المحتلة· وكان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز وجه رسالة استعجالية إلى الأمين العام الأممي بان كي مون، لفت انتباهه من خلالها إلى تدهور وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية متهما القضاء المغربي بتوفير الحماية لأجهزة القمع في الأراضي المحتلة بعد الإفراج عن شرطيين مغربيين ثبتا ضلوعهما في اغتيال المواطن الصحراوي حمدي لمباركي عام 2005 وحكم عليهما ب 10 سنوات سجنا نافذا· وصبت تصريحات السفير الصحراوي بالجزائر، بخصوص نتائج لقاء منهاست القادم في سياق تصريحات عديد المسؤولين الصحراويين الذين شككوا في امكانية تحقيق تقدم على طريق تحقيق انفراج في النزاع بسبب التعنت المغربي المصر على اتخاذ خطة الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض· وهو الأمر الذي ترفضه جبهة البوليزاريو التي تلح على ضرورة تسوية النزاع الصحراوي وفقا للشرعية الدولية وبما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واعتبرت أن خطة الحكم الذاتي يبقى مجرد خيار من بين الخيارات الأخرى المطروحة على الشعب الصحراوي مثل خياري الاستقلال أو الإندماج على أن يتم ذلك في إطار استفتاء شعبي حر ونزيه· ووقعت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي وفاطمة مهدي عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو والأمينة العامة لاتحاد النساء الصحراويات على بروتوكول لجعل سنة 2008 سنة لمواصلة دعم كفاح الشعب الصحراوي· وكانت المناسبة فرصة للمسؤولة الصحراوية للتأكيد على تباعد وتباين مواقف طرفي النزاع في الصحراء الغربية وحمّلت الطرف المغربي مسؤولية عدم إحراز أي تقدم خلال الجولات الثلاثة من المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليزاريو على خلفية تمسكه بأطروحاته الزاعمة بمغربية الصحراء ومحاولة تمرير مخططه للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع الذي تصنفه المنظمة الأممية ضمن قضايا تصفية الاستعمار وتسويته تتطلب تنظيم استفتاء لتقرير المصير· وأكثر من ذلك فإن الأمينة العامة لاتحاد النساء الصحراويات حمّلت المنظمة الأممية جزءا كبيرا من المسؤولية في إطالة عمر النزاع من منطلق أن الهيئة الأممية بما فيها مجلس الامن الدولي لم تحرك ساكنا أمام تنكر المغرب لمسؤولياته إزاء القضية الصحراوية وضربه في كل مرة بالشرعية الدولية واللوائح الأممية المقرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره·واعتبرت فاطمة مهدي أن تداول أربع أمناء أممين عامين على ملف القضية الصحراوية دون تمكنهم من تفكيك خيوطها دليل واضح على أن المنظمة الأممية تفتقر لإرادة صادقة من أجل وضع حد لمأساة الشعب الصحراوي جراء الاحتلال المغربي·من جهة أخرى اعتبرت المسؤولة الصحراوية أن توقيع بروتوكول تعاون مع الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات خطوة أخرى في إطار الدعم الذي ما فتئت تقدمه الجزائر حكومة وشعبا لنصرة القضية الصحراوية· وقالت أن هذه المبادرة تعتبر خطوة أساسية في إطار تفعيل العلاقة بين النساء الجزائريات ونظيرتهن الصحراويات من خلال تبادل الخبرات والتجارب والدعم والمساعدة· من جانبها جددت نورية حفصي الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، التأكيد على دعم الاتحاد اللامشروط للنساء الصحراويات، وأعربت عن تمسك الاتحاد بالشرعية الدولية من أجل إيجاد حل عادل وعاجل ودائم للقضية الصحراوية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه في آخر المستعمرات في القارة الإفريقية· ودعت حفصي بالمناسبة مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته باعتباره الهيئة المكلفة بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين·