طالب رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر أمس فرنسا بأن تمتنع عن معارضة إيجاد آلية لحماية حقوق الإنسان في أراضي الصحراء الغربيةالمحتلة خاصة وأن مجلس الأمن الدولي بصدد دراسة القضية الصحراوية لاستصدار لائحة جديدة بشأنها نهاية الشهر الجاري. وألح طالب عمر على ضرورة وضع آلية لحماية ومراقبة حقوق الإنسان خاصة وان المغرب يواصل انتهاك حقوق الإنسان امام اعين العالم اجمع وكان آخر ما قام به اغتيال الشاب الصحراوي نباد حمادي وعمل على قمع مسيرات نظمها الطبلة الصحراويون بالعاصمة المغربية الرباط للتنديد بهذا الاعتداء الاجرامي. وجاءت تصريحات الوزير الأول الصحراوي خلال استقباله لوفد المنتخبين الفرنسيين الذي حل منذ مساء الجمعة بمخيمات اللاجئين الصحراويين في زيارة تضامنية اجمعوا خلالها على ضرورة تكثيف الجهود من اجل التعريف أكثر بواقع القضية الصحراوية وتحطيم جدار الصمت المفروض من طرف الإعلام الفرنسي على مأساة الشعب الصحراوي. وتفقد حوالي 92 متضامنا فرنسيا بين منتخبين محليين وأعضاء جمعيات ومنظمات إنسانية مرفوقين بممثلي بعض وسائل الإعلام الفرنسية أمس مخيم أوسرد في خطوة ليست الأولى من نوعها تندرج في إطار المساعي المبذولة من اجل إخراج هذه القضية من خانة النسيان ونقل آلام ومأساة هذا الشعب ليس فقط إلى فرنسا بل إلى كل أنحاء العالم. وفي هذا السياق اعتبر جون فرنسوا ديبيول منتخب وطني عن حزب ''الاتحاد من اجل الحركة الشعبية'' ومنتخب محلي عن منطقة ''ريليو لاباب'' أن القضية الصحراوية فرضت نفسها كقضية بحاجة للدفاع عنها، وقال انه لم تكن له الفرصة في الماضي لإثارة هذه القضية مع البرلمانيين الفرنسيين والمسؤولين الحكوميين ولكنه وباعتباره احد أعضاء الحزب الحاكم فقد أكد على ضرورة إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى أعلى المستويات في الحكومة الفرنسية، وأضاف ان هذا هو سبب تواجدهم في مخيمات اللاجئين. وعن سؤال حول الموقف الفرنسي المتصلب من القضية الصحراوية وخاصة رفضها مطلب توسيع مهام بعثة ''مينورسو'' لتشمل حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة اعتبر ديبيول انه من الصعب فهم موقف حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي بخصوص هذه القضية ووصفه بالغامض خاصة وانه أكد أن الرئيس ساركوزي لا يفوت فرصة للدفاع عن حقوق الإنسان في المحافل الدولية. وقال انه وبسبب نقص المعلومات لديه لا يستطيع شرح موقف بلاده الذي تنادي بمبادئ الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان من جهة ومن جهة ثانية ترفض داخل مجلس الأمن الدولي إحداث آلية للدفاع والتقرير عن وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وأكد انه من اجل ذلك ارتأينا ضرورة التعرف عن قرب عن هذه القضية من خلال إجراء هذه الزيارة والعودة بصورة واضحة وتقارير مؤكدة عن حقيقة الوضع المزري الذي يعانيه الشعب الصحراوي. وأبدى المنتخب الفرنسي إعجابه بالشعب الصحراوي الذي قال انه شعب مثالي فيما يخص القضايا التي تدافع عنها فرنسا مثل حقوق الإنسان والديمقراطية وترقية المرأة وهو ما يؤهله ليكون في مستوى تطلعات الديمقراطيات الكبرى في العالم. من جانبه ألح كريستوف شوزيرو منتخب عن منطقة لوران الفرنسية على ضرورة التوجه فورا إلى العمل الميداني من اجل التعريف أكثر بالقضية الصحراوية على مستوى وسائل الإعلام الفرنسية في مسعى لتحريك الرأي العام لتقديم المزيد من الدعم لهذا الشعب الذي يكافح من اجل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال. وكان من بين أعضاء الوفد الفرنسي متضامنين من جمعيات ومنظمات فرنسية من ذوي الأصول الجزائرية من بينهم السيدة مختارية زياد رئيسة جمعية التضامن والتبادل الدولي والتي تعمل من اجل التعريف بمعاناة الطفل الصحراوي داخل المؤسسات التعليمية الفرنسية. ومن بين البرامج التي تقوم بها هذه الجمعية تنظيم معارض في العاصمة باريس لصور ووثائق وتقارير تنقل الواقع المعيشي لأبناء الشعب الصحراوي خاصة في مخيمات اللجوء لتحسيس المواطن الفرنسي ودعوته للتعرف عن قرب على هذه القضية. يذكر ان الوفد الفرنسي حمل معه بعض المساعدات الرمزية، طبية ومدرسية لفائدة سكان مخيم اوسرد، حيث تفقد بعض المرافق والمؤسسات التعليمية. للإشارة فإن وفد المنتخب المحليين الفرنسيين كان مرفوقا برئيس الجمعية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري الذي أكد أن مثل هذه الزيارة تؤكد الدعم الذي تحظى به هذه القضية من اجل توجيه دعوة عاجلة من اجل حماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ومن اجل تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية. استغل رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر فرصة انعقاد فعاليات المؤتمر السادس للمرأة الصحراوية من اجل الترحم على روح الزميل الصحفي علي يونسي الذي توفي في حادث مرور منتصف الشهر الماضي وهو الذي عرف عنه تضامنه وتأييده لعدالة القضية الصحراوية. مبعوثة ''المساء'' الى مخيمات اللاجئين الصحراويين :ص.محمديوة