حمل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أمس وفد المنتخبين والمتضامنين الفرنسيين رسالة ضمنها إرادة ورغبة الشعب الصحراوي في السلام والحرية لنقلها إلى مختلف الهيئات والمؤسسات الفرنسية الحكومية والمدنية. وأكد الرئيس عبد العزيز إرادة جبهة البوليزاريو والشعب الصحراوي في تحقيق السلام الذي لم يتراجع عنه منذ بداية هذا النزاع، بل أكثر من ذلك ازداد إصرارا على التمسك بالسلام. وقال إن الشعب الصحراوي يواصل صبره ولن يفقد الأمل في افتكاك حقوقه الشرعية وحقه في تقرير مصيره والتمتع بالحرية بالطرق السلمية. وجاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس عبد العزيز خلال استقباله أمس بمقر الرئاسة الصحراوية بمخيمات اللاجئين الوفد الفرنسي الذي ضم منتخبين محليين وممثلين عن فعاليات المجتمع المدني. واغتنم الأمين العام لجبهة البوليزاريو تواجد الوفد الفرنسي لإثارة دور فرنسا في تعطيل مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وبالتالي حرمان شعب هذا البلد من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير كما تقتضي ذلك مبادئ الشرعية الدولية من خلال تعاملها بسياسة الكيل بمكيالين. وتساءل الرئيس الصحراوي كيف أن فرنسا تدخلت عسكريا في كوت ديفوار وليبيا بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان وتعارض داخل مجلس الأمن الدولي إحداث آلية لحماية ومراقبة حقوق الإنسان في المناطق المحتلة. وأكد أن فرنسا ستستفيد أكثر إذا تبنت موقفا متماشيا مع الشرعية الدولية وعملت على تطبيق مبادئ القانون الدولي في الصحراء الغربية وهذا لن يضر مصالحها، بل على العكس سيعزز من مصداقيتها خاصة وأنها البلد الذي يحمل شعار ''حرية. مساواة. أخوة''. كما أكد الرئيس عبد العزيز للوفد الفرنسي أن التوصل إلى حل عادل وسلمي في الصحراء الغربية مبني على قاعدة القانون الدولي من شانه أن يقود إلى إقامة مغرب عربي مستقر متضامن ومتكامل وهو ما يفتح الطريق أمام شراكة عميقة ليس فقط مع فرنسا بل مع أوروبا وباقي أنحاء العالم. وذكر الرئيس عبد العزيز بالمعاناة التي يتعرض لها أبناء الشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال وقال إن الصحراء الغربية تتعرض إلى حرب توسعية تمييزية وأرضها مقسمة بجدار الذل الذي جلب الموت والعار. وفي سياق تنديده مجددا بمقتل الطالب الصحراوي عباد حمادي قبل أربعة أيام في إحدى جامعات الرباط قال الأمين العام لجبهة البوليزاريو إن المغرب يواصل انتهاكاته لحقوق الإنسان في الوقت الذي تعكف فيه الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي على دراسة القضية الصحراوية وتتكاثف فيه الجهود من اجل توسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة من اجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في المدن المحتلة. وفي الأخير أعلن رئيس الجمهورية الصحراوية يوم غد الثلاثاء يوم حداد وطني على روح الطالب الصحراوي الذي قتل ليلة الخميس إلى الجمعة في الرباط. وسيتم تنكيس الأعلام كما سيتم تأجيل جميع الاحتفالات وإقامة صلاة الغائب سواء في مخيمات اللاجئين أو بالأراضي المحتلة. للإشارة فإن الوفد الفرنسي المشكل من منتخبين محليين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني كان نظم أمس وقفة تنديدية أمام جدار الفصل المغربي من اجل المطالبة بإزالته في رسالة تضامنية مع الشعب الصحراوي المكافح من اجل استقلاله وحريته. مبعوثة ''المساء'' الى مخيمات اللاجئين: ص.محمديوة