يستعمل العديد من أشخاص سيارة الأجرة في تنقلاتهم اليومية، وقد يضطر البعض إلى استعمالها أكثر من مرة في اليوم لأغراض كثيرة، لكن الظاهرة الملفتة للانتباه أن حال مستعملي ''التاكسي'' أضحى كمن يقوم برحلة مليئة بالمشاحنات، مليئة بالصخب والأغاني المبتذلة أو حتى أشرطة دينية كأنك في محاضرة لأحد الشيوخ، وهي المواقف التي توصف بغير اللائقة والتي تنم عن عدم احترام للمهنة وللزبون.. حاليا، قد تكون رحلتك مع سائق سيارة الأجرة من بدايتها لنهايتها سباقا مع الزمن بسبب سرعة السائق الذي يفرط في سب وشتم السائقين الآخرين والراجلين معا كأنه هو صاحب الحق! أو أن تكون رحلتك مع سائق تاكسي كثير الكلام، فيقضي طريقه في الشكوى من الحالة المزرية التي يعيشها، أو أن تقوم برحلة مع سائق ''زهواني'' فتسمع على طول الرحلة أنواع من الأغاني لمغنيين من الممكن جدا أنك لم تسمع بهم من قبل أبدا! وهنا حدثنا جمعا من المواطنين الذين اتفقوا على القول إن هذه الظاهرة غير لائقة تماما وتنم عن عدم احترام وإحراج كبير للزبائن. البداية كانت مع مواطنة تأسفت كثيرا لاستفحال هذه الظاهرة وقالت إن للسائق كامل الحرية في تشغيل سيارته مصدر رزقه ولكن ليس له الحق إطلاقا في التصرف كما يحلو له، وتساءلت بقولها ''لماذا يفرض عليّ السائق سماع أغان قد لا تروق لي، قد تكون الظاهرة عفوية لا تحمل في طياتها نية الإزعاج ولكن على كل سائق تاكسي معرفة أن حريته تنتهي عندما تبدأ حرية زبونه''. من جهته، قال موظف إنه يستعمل سيارة الأجرة بشكل يومي، ويتساءل في نفسه وهو ينتظر ''ترى سائق اليوم من محبي أغاني الرأي أو من الملتزمين الذين يحبذون الأشرطة الدينية؟ هل سائق اليوم من المدخنين بشراهة ولا يحترم ركابه؟ أم من محبي السباق مع الزمن واستعمال السرعة المفرطة؟''... ويؤكد أن وضعية سائقي سيارة الأجرة وطريقة التعامل مع الزبائن أصبحت مستفزة، فأحيانا تجد السائق يفتقر للتعامل الإنساني، ولا يحترم أخلاقيات المهنة، حيث يقوم بسب من حوله من سائقين وراجلين دون إعطاء أدنى اعتبار للزبون الجالس بجانبه، أو يتوقف ليتبادل الحديث وصديقه دون أن يراعي وقت الزبون، وغيرها من التصرفات غير اللائقة، ويختم كلامه بقوله ''للأسف لا نملك البديل علينا بالصبر والتحمل، فنحن في موقف ضعف لأننا في حاجة إلى هذه الوسيلة بشكل يومي''. ويشاركنا الحديث موظف آخر اعتبر أن سيارة الأجرة من المفروض أن تكون وسيلة نقل وليس وسيلة ترفيه، إذ يستعملها كل أصناف الناس على اختلاف طباعهم، فمنهم القلق ومنهم المتهور ومنهم المستعجل ومنهم المريض وغيرهم ''ولكن أن يفرض على المسافر سماع موسيقى فهذا غير مقبول إطلاقا، خاصة أن معظم سائقي الأجرة شباب يحبون الأغاني الحديثة التي تحمل كلمات مبتذلة أجد في سماعها حرج مع نفسي فما بالك بسماعها علنا مع الآخرين! والأكثر من ذلك أن هناك بعض سائقي التاكسي من يضع أشرطة قرآن والزبائن معه يتجاذبون الأحاديث والضحك أحيانا''. ويؤكّد المتحدث في مقام آخر أنه كثيرا ما يتغاضى عن امتطاء سيارة تاكسي بمجرد سماع أغان بها، أو أن ينزل بأقرب نقطة قبل بلوغ نهاية رحلته بسبب الأغاني التي يضعها السائق، ويشير المتحدث كذلك إلى أنه إذا لم يكن له مفر من استعمال ''التاكسي'' وسائقها يستمع للأغاني فإنه يصل مبتغاه بعد ضيق شديد. ويضيف أن ظاهرة التدخين أيضا تضاف إلى تشغيل الأغاني وهذا يضر بسمعة سائقي التاكسي والزبائن على السواء. يتأسف مواطن آخر حدثنا في الموضوع وهو يعتبر أنه لا بديل عن استعمال سيارة الأجرة، لأن هذه الوسيلة تبقى أأمن وأسرع مقارنة بالوسائل الأخرى كالحافلات وما شابه. وإن كان المتحدث لا يجد حرجا في تشغيل الأغاني في سيارات التاكسي، إلاّ أنه يشترط أن يكون هو الزبون الوحيد الراكب بالسيارة وإلاّ فإنه لن يسمح للسائق بوضع أشرطة أغاني كيفما كان نوعها، معتبرا هذا بكونه تصرفا غير مقبول وغير لائق خاصة إذا كانت الأغاني المستمع إليها أغاني رايوية بكلمات تحرج المسامع. وتحدث المواطن أن ظاهرة أخرى اعتبرها أكثر إزعاجا من وضع الموسيقى وهي كلام ''الطاكسيور'' الكثير ''هناك سائقون لا يتعبون من ''الرغي'' الكثير.. يتحدثون ويتحدثون دون إحراج، يتكلمون عن مشاكلهم ومشاكل جيرانهم ويستدرجون الزبون عنوة إلى مشاركته في أحاديثهم بطرح الأسئلة عليهم وانتظار الجواب أو طلب إعانة بالتدخل لدى شخص ما.. وهذا أمر مقلق ومثير للأعصاب'' يقول المتحدث-.