يجتمع أعضاء لجنة مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا يوم غد بالعاصمة الإيطالية روما في محاولة جديدة من أجل التوصل إلى مخرج سياسي للأزمة المتفاقمة في هذا البلد بعد فشل الحل العسكري في حسم الوضع وتنامي تأزم الوضع الإنساني الذي بلغ درجة الكارثة. ويتصدر جدول أعمال اجتماع مجموعة الاتصال هذه المرة مسألة تزويد المعارضة المسلحة المناهضة لنظام العقيد معمر القذافي بالسلاح وتمويلهم عن طريق شراء النفط الليبي من موانئ منطقة الشرق الواقعة تحت سيطرة المتمردين. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في بيان أمس إن ''الهدف من هذا اللقاء هو إعطاء الفرصة من أجل الشروع في مسار سياسي يسمح للشعب الليبي باختيار مستقبله بكل حرية''. وشدد على أن هذا الاجتماع يهدف إلى التوصل إلى تسوية متماسكة من أجل تقديم مساعدة إنسانية ودعم على المدى الطويل للشعب الليبي''. وبحسب دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته فإن مسألة مصادر تمويل المتمردين ستكون واحدة من بين الرهانات التي يسعى الاجتماع إلى إحراز تقدم بشأنها، خاصة وأن قطر التي تعد واحدة من بين ثلاث دول المعترفة بالمجلس الوطني الانتقالي الذي أسسه المتمردون اقترحت مساعدة هؤلاء عن طريق استغلال الثروة النفطية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. ولكنها أبدت شكوكا قانونية حول قدرة المعارضة في بيع النفط الليبي في السوق الدولية. والمشكل نفسه يطرح بخصوص مسألة استعمال المتمردين للأرصدة المالية التابعة للنظام الليبي والتي تمت مصادرتها في الخارج لأهداف إنسانية. واعتبر الدبلوماسي الأوروبي انه في حال كان بيع النفط الليبي جد معقد فانه يمكن تقديم مساعدة مالية مؤقتة للمعارضة في بنغازي يتم تعويضها مستقبلا. للإشارة فإن مجموعة الاتصال حول ليبيا التي تضم دولا غربية مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وأخرى عربية كقطر والأردن والمغرب إضافة إلى منظمات دولية مثل الأممالمتحدة والجامعة العربية وحلف الشمال الأطلسي تأسست نهاية شهر مارس الماضي بلندن في مسعى للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية بعد اقتناع أعضائها بعدم نجاعة الحل العسكري منفردا. ويأتي عقد هذا الاجتماع في ظرف جد صعب يمر به حلف الناتو الذي يشن عمليات عسكرية في ليبيا منذ مارس الماضي فشلت إلى غاية الآن في إزالة العقيد القذافي عن السلطة في طرابلس. ويزداد الوضع الإنساني تفاقما خاصة وأن المتمردين يتحدثون عن مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص منذ اندلاع المواجهات المسلحة في ليبيا شهر أفريل الماضي. وتعتبر مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية من بين المدن التي يعاني سكانها من أزمة إنسانية خطيرة في ظل عجز المستشفيات عن استيعاب العدد الكبير من الجرحى وجثث القتلى جراء استمرار المواجهات الدامية بين القوات الموالية للعقيد الليبي والمتمردين والتي زادها سوءا تدخل الطيران الحربي لحلف الناتو. وهو ما أدى إلى انقطاع كلي للماء وانعدام الأدوية والغذاء مما خلق أزمة إنسانية خطيرة ستكون مطروحة على جدول أعمال اجتماع روما.