أطلق عدد من زعماء القبائل الليبية مبادرة من أجل إنهاء القتال الدائر في هذا البلد منذ قرابة ثلاثة أشهر بين مقاتلي المعارضة المسلحة والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي وخلف عشرات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى. ودعت القبائل المشاركة في الملتقى الوطني لشيوخ وأعيان قبائل ليبيا الذي انعقد خلال اليومين الأخيرين بالعاصمة طرابلس إلى عفو عام لا يستثني أحدا من الذين رفعوا السلاح منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية المناهضة للعقيد معمر القذافي في مسعى لوضع حد للحرب الأهلية المستفحلة في هذا البلد. وجاء في البيان الموقع باسم هاته القبائل ونشر في وقت متأخر من مساء أول أمس أن إصدار عفو عام من شأنه أن يفتح الطريق أمام جو من السلام والتسامح. ولم يقدم البيان أية تفاصيل بخصوص قانون العفو ولا جدوله الزمني. كما دعا البيان القبائل الليبية المجاورة في المدن التي تقع تحت سيطرة المتمردين لتنظيم مسيرات سلمية من أجل تحريرها ونزع سلاح المعارضة. وأكدت القبائل المشاركة في الملتقى تمسكها بوحدة البلاد ووقف إراقة دماء الليبيين والخروج من الأزمة عبر المبادرات الإقليمية والدولية التي تضمن وقف إطلاق النار وتضافر الجهود من أجل تسوية سياسية للأزمة الليبية. كما شددت على أن وحدة بلادهم واستقلالها ''فوق كل اعتبار وذلك غير قابل للمناقشة أو المساومة''. وجدد شيوخ وأعيان القبائل المشاركة تمسكهم والتفافهم حول معمر القذافي كقائد تاريخي ورمز للثورة، معلنين قبولهم بالمبادرات الإقليمية والدولية الرامية لاحتواء الأزمة الليبية المتفاقمة وفق ترتيبات عملية تضمن وقف العدوان ورفض القرارين الأمميين رقم 1970 و.1973 وترى بعض الأوساط العربية والإفريقية أن خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الإفريقي للخروج من الأزمة في ليبيا تتضمن آلية لمراقبة وقف إطلاق النار ونداء للحوار بين الليبيين من أجل حل سياسي للأزمة. وفي هذا السياق قال جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أن هذه الخارطة تعد حاليا الاقتراح السياسي ''الوحيد'' للخروج من الأزمة في هذا البلد. وعلى الصعيد العسكري توقع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني انتهاء العمليات العسكرية في ليبيا خلال فترة ثلاثة إلى أربعة أسابيع مشيرا إلى أن ''مشكلة الحرب في ليبيا لا تكمن في تحديد موعد انتهائها بل في أسلوب العمل من أجل وضع حد للأعمال العسكرية في أقرب وقت ممكن''. وقال إن انتهاء العمليات العسكرية من شأنه أن يفسح المجال أمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحقيق المصالحة الوطنية.