حقوقيون صحراويون يفضحون انتهاكات حقوق الإنسان في المدن المحتلة فضح حقوقيون صحراويون قدموا من الأراضي المحتلة بشاعة ممارسات النظام المغربي بتقديمهم شهادات حية نقلت واقعا مريرا ولخصت مأساة شعب اغتصبت أرضه عنوة دون أن يثنيه ذلك عن مواصلة نضاله من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة. وحل الوفد الحقوقي الصحراوي بالجزائر وضم 15 ناشطا (من بينهم خمس نساء ثلاث منهن كن رهن الاعتقال على خلفية أحداث مخيم ''اقديم ازيك'' شهر نوفمبر الماضي)، بدعوة من اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي قاموا خلالها بزيارة إلى ذويهم في مخيمات اللاجئين في منطقة تندوف، حيث شاركوا سكانها نشاطات مختلفة خلال الأسبوع الماضي. وروت كل من حياة الرقيبي ونقية حواس اللتان كانتا من بين النساء الصحراويات اللواتي اعتقلن في أحداث ''اقديم ايزك'' كيف أقدمت قوات الاحتلال المغربية على تفكيك المخيم باستخدام كل الوسائل المتاحة من الرصاص الحي والآليات العسكرية قبل أن تتوجه هذه القوات إلى بيوت الصحراويين في المدن المحتلة وخاصة العاصمة العيون وعاثت فيها فسادا وضربت أصحابها غير مفرقة بين الصغير والكبير ولا بين المرأة والرجل. ثم اقتادت أعدادا كبيرة منهم إلى المعتقلات ليتعرضوا لجلسات استنطاق مطولة ومهينة نسبت إليهم خلالها تهم لا علاقة لهم بها مثل تكوين جماعة إجرامية وحمل السلاح الأبيض وعلاقتهم بجبهة البوليزاريو. وتم اعتقال المناضلتين حياة الرقيبي وتقية حواس بسجن لكحل بالعيونالمحتلة والمعروف عنه ظروف اعتقاله الصعبة، حيث قضتا 5 أشهر في زنزاناته البائسة رفقة المناضلات الصحراويات لنصاري الزهرة وفاطمتو الصاري وفضالة أم الفضلين وثنية جماني اللواتي استفدن فيما بعد من الإفراج المؤقت. وقالت المناضلة الشابة الرقيبي أنه عند اقتيادهن إلى مخفر الشرطة تم تجريدهن من ملابسهن كما تعرضن للضرب على يد عناصر الأمن المغربي وجهاز المخابرات وتم استجوابهن بخصوص علاقتهن بجبهة البوليزاريو لثلاث مرات على التوالي قبل أن يرمى بهن في زنزانات سجن لكحل الذي يضم عشرين معتقلا سياسيا يشنون إضرابا عن الطعام منذ 25 يوما وهم في انتظار إحالتهن على المحكمة العسكرية بمدينة سالا بالقرب من العاصمة الرباط. من جانبها قالت لنصاري الزهرة أنه كان يسمح لهن بالأكل مرتين في اليوم فقط ساعة صباحا وساعة مساء وكن يجبرن على القيام بأعمال شاقة منها تحضير كميات كبيرة من الخضروات بآلة حادة بدلا من السكين. كما كان يطلب منهن تنظيف جدران وقاعات السجن لساعات طويلة وهن يرددن شعارات ''يحيا الملك'' وعندما يرفضن ترديد هذا الشعار يتعرضن لضرب مبرح. ورفضت نقية حواس التي تعرضت لنفس ظروف الاعتقال الأطروحة المغربية التي تحاول حصر ثورة اقديم ايزيك في ''احتجاج اجتماعي''. وأكدت أن الأمر يتعلق ب''مقاومة ضد الاحتلال والقمع المغربي في حق شعب يطالب بحقوقه سلميا''. وأوضحت بخصوص اعتقالها أنه تم نقلها من المطار رفقة حياة رقيبي إلى مركز شرطة وتم حشرها في زنزانة أرضيتها ملطخة بالدماء. وقالت إن ''تعذيب الصحراويات يمارس بطريقة ممنهجة في مراكز الاعتقال المغربية''. ودعا المناضلون الصحراويون من أجل حقوق الإنسان منظمة الأممالمتحدة إلى إرسال بعثة للتحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل المحتل المغربي للصحراء الغربية. ولدى تدخله أكد سعيد العياشي عضو اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن بلدانا مؤثرة في مجلس الأمن الدولي تتبنى مفاهيم ''بمعايير متغيرة'' بخصوص حقوق الإنسان على غرار فرنسا التي تنشط على مستوى مجلس الأمن من أجل ''عرقلة'' طلب توسيع مهمة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير ''المينورسو'' إلى مراقبة وحماية حقوق الإنسان. ووصف العياشي سلوك الدولة الفرنسية ب''مناورة'' الهدف منها عرقلة قرار كان من شأنه السماح لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية ''مينورسو'' بمراقبة حقوق الإنسان تنتهك في الأراضي الصحراوية المحتلة. كما أشار إلى تناقض مواقف القوى الغربية على غرار فرنسا التي تتدخل عسكريا في بلدان ''تتمتع بسيادتها الوطنية'' باسم حماية المدنيين غير أنها لا تبدي أي رد فعل بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وهي الانتهاكات التي ما فتئت تندد بها منظمات إنسانية وللدفاع عن حقوق الإنسان الدولية وشخصيات ذات شهرة عالمية ورجال قانون معروف عنهم نزاهتهم. من جانبه حمل رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري وفد الحقوقيين الصحراويين رسالة تضامن الشعب الجزائري مع المقاومة السلمية وسكان الأراضي المحتلة. وقال إن ''ثورة أول نوفمبر 1954 التي لها بعد شعبي ووطني لا يمكن إلا أن تكون متضامنة مع كفاح الشعوب من أجل استقلالها''. مجددا بهذه المناسبة دعم الجزائر الراسخ للكفاح المشروع للشعب الصحراوي.