قافلة مساعدات إنسانية في طريقها لأطفال مخيمات اللاجئين الصحراويين انطلقت، مساء أمس الأول من قصر المعارض بالعاصمة الجزائر، قافلة تضامن مع الشعب الصحراوي. القافلة قوامها 32 شاحنة من الحجم الكبير، حملت30 ألف محفظة بكامل اللوازم موجهة للأطفال الصحراويين، بمناسبة يوم الطفولة العالمي المصادف للفاتح جوان، وكذا يوم الطفل الإفريقي المصادف ل13 منه. كشف السيد محرزعماري، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، أن اللجنة وهيئة الهلال الأحمرالجزائري ومساهمة من وزارة التضامن الوطني وأعضاء من المجلس الشعبي الوطني، قدآثروا مشاركة أطفال المخيمات الصحراوية بتيندوف فرحتهم بيومهم العالمي، عن طريق تشجيعهم لحب العلم، مما جعل القائمين على هذه المبادرة الإنسانية يختارون إرسال ما يقارب 30 ألف محفظة بكامل اللوازم المدرسية لهؤلاء الأطفال. وقال المتحدث ل''المساء''، قبيل انطلاق القافلة أن الهدف من إرسال اللوازم المدرسية لأطفال المخيمات الصحراوية يكمن بالدرجة الأولى في تشجيعهم على طلب العلم مهما كانت الظروف، موضحا أن الطفل الصحراوي يعاني كثيرا في الأراضي الصحراوية بسبب الإحتلال. وتظهرأوجه معاناة هذاالطفل في انقطاعه عن مواصلة دراسته وسوء التغذية وتدهورالصحة، فضلا عن معاناته من تشتت عائلته بين الأراضي الصحراوية ومخيمات اللاجئين ، وكذاعنف قوات الإحتلال التي لا تفرق بين الفئات العمرية. من جهته، أوضح لنا الدكتور بنان كمال، رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمرالجزائري لولاية الأغواط أن قافلة التضامن مع الطفل الصحراوي يشارك فيها حوالي20 شابا متطوعا، وستستغرق3 أيام لتصل إلى تيندوف. ومن المنتظرأن يتم إرسال قافلة تضامن أخرى لنفس المخيمات، تحسبا لشهررمضان الفضيل.''إذا سارت الأموركما تم التخطيط لها فإن قافلة التضامن لشهررمضان ستحمل 150طنا من الإعانات الغذائية، وتنطلق باتجاه مخيمات تيندوف قبيل حلول شهرالصيام، حتى يتسنى للأسر تأدية فريضة الصيام دون التفكير في توفيرالمواد الغذائية الأولية، على غرارالزيت والدقيق وغيرها''، يقول محدث ''المساء''. وفي مقام آخر، كشف لنا الدكتور بنان كمال أن الهلال الأحمرالجزائري سيشرف على دورة تكوينية لصالح متطوعي الهلال الأحمرالصحراوي في الإسعاف الأولي، ولم يتم بعد تحديد عدد ومدة التكوين، بحيث ما تزال الدورة قيد الدراسة بحسب المتحدث الذي أوضح إلى أن هذه المبادرة تدخل ضمن البرامج الدولية للتعاون التي تشرف عليها منظمة الأممالمتحدة. وعلى الهامش، كان ل''المساء''لقاء مع تطوع في القافلة الإنسانية للتضامن مع الطفل الصحراوي، وهوالشاب سليماني عبد القادر إبن ال21 سنة من مدينة البليدة، الذي قال أنه سمع من أعضاء لجنة الهلال الأحمرالوطني لولاية إقامته أنه سيتم إطلاق قافلة تضامن نحو مخيمات اللاجئين الصحراوين، فتطوّع لتقديم المساعدة.''رأيت نفسي قادراعلى مدّ يد العون فلم أتراجع، وأنا اليوم هنا للتنفيذ.لا أفكرفي مشاق الرحلة ولا صعوبة المهمة وإنما فقط في طلب مرضاة الله لمساعدة المحتاجين''. يقول عبد القادرالذي لا يحمل الإعانة المادية فقط وإنما المعنوية كذلك، فالشاب ممثل مسرحي حمل معه مسرحياته ليعرضها على''جمهوره''في مخيمات اللاجئين، متمنيا أن تلقى التجاوب من طرفهم، والمسرحيات عبارة عن مونولوج من تأليفه الخاص من العناوين ذكرالممثل''عوم بحوايجك''، والتي يروي خلاله عن يوميات شاب يريد ''الحرقة''وينجح في ذلك، ولكنه سرعان ما يعود لبلده بعد ''الميزيرية''، ومن المسرحيات كذلك''الحب المسجون''، ''الطلاق ندامة''و''أسير الحرية''، وكلها مسرحيات ذات أبعاد إجتماعية تحاكي الواقع المعاش في المجتمع الجزائري. وكشف الشاب أن أغلب مسرحياته من تأليفه، وله تعاون خاص مع الكاتب المسرحي القدير''يوسف تعوينت''. من جهته قال المتطوع بدرالدين بغورة من ولاية برج بوعريريج أن مشاركته في هذه القافلة هي تعبيرحيّ عن مساعدة الشعب الجزائري لإخوانه الصحراويين،''المساعدة ليس لها لون ولا عرق، إنما هي في جوهرها واحدة تحمل نفس الهدف، وأننا اليوم نريد إبهاج الأطفال الصحراويين ونتمنى أن نجدهم بخير فنحن متطوعين من أجلهمس. وقال أصغرالمتطوعين ميلودي حمزة إبن 18ربيعا من ولاية البليدة أن انتهاء العام الدراسي بالنسبة إليه يعني بداية العمل الخيري، فقلد اعتاد مشاهدة والده عضوالهلال الأحمرالجزائري في أعماله التطوعية الخيرية، واليوم هو هنا ليكون خيرخلف له.''هذه أول خرجة تطوعية لي وليست لدي أية فكرة عن مخيّمات اللاجئين، وأنا مسرور بهذه الفرصة التي أتيحت لي لأقدم يد المساعدة لإخواننا هناك''، يقول المتطوع. جدير بالإشارة أن قافلة التضامن مع الأطفال الصحراويين قد أُعطيت لها إشارة الإنطلاق من قصرالمعارض عند الثالثة زوالا من مساء31 ماي المنصرم، وقد حضرها إلى جانب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي ورئيس هيئة الهلال الأحمرالجزائري حاج حمو بن زقير، سفير جمهورية الصحراء الغربية المعتمد بالجزائر، السيد إبراهيم غالي.