عريقات يتشبث ب''الخيار الأمريكي'' لإقامة الدولة الفلسطينية لا تزال السلطة الفلسطينية تأمل في أن تتحرك الإدارة الأمريكية في اتجاه تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما يقود إلى تطبيق حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية تتعايش جنبا إلى جنب مع دولة الاحتلال. وهو الأمل الذي أعرب عنه صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين العائد من زيارة إلى واشنطن رغم أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء الجمهورية منها أو الديمقراطية فشلت إلى غاية الآن في إحراز أي تقدم في تسوية صراع يبقى الأعقد والأقدم في المنطقة. وهو ما يطرح التساؤل: لماذا يصر الطرف الفلسطيني على التمسك بالوساطة الأمريكية التي أثبتت في كل مرة انحيازها المفضوح إلى الجانب الإسرائيلي مما جعلها غير قادرة على الاستمرار في لعب دور الوسيط غير المنحاز؟ ثم يأتي صائب عريقات ليبدي تفاؤله بإمكانية نجاح هذه الوساطة في إقناع الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بحل الدولتين على الحدود المحتلة عام 1967 ووقف البناء الاستيطاني. والحقيقة ما كان للمسؤول الفلسطيني أن يعرب عن مثل هذا الأمل وقد حسمت واشنطن بضغط من اللوبي اليهودي موقفها مسبقا من مسألة إقامة الدولة الفلسطينية وفق مبادئ الشرعية الدولية وحذرت الفلسطينيين حتى من مغبة التوجه إلى الجمعية العامة الأممية شهر سبتمبر المقبل لطلب اعتراف دولي بدولتهم المستقلة. ولأن عريقات على قناعة تامة بأن حكومة الاحتلال غير مستعدة لقبول مبدأ الدولتين ورفضها وقف الاستيطان فقد أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى إلى إعادة تعريف مرجعية عملية السلام عبر طرح مرجعية جديدة ''تتمثل في إبقاء احتلالها للقدس وإسقاط ملفات اللاجئين والحدود والأمن والقدس عاصمة موحدة لإسرائيل'' معتبرا أنه في ضوء هذه المواقف ''لا يوجد لنا شريك في إسرائيل''. وتزامنا مع ذلك أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين استمرار التحضيرات التي باشرتها السلطة الفلسطينية من أجل التوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل لطلب عضوية لدولة فلسطين. وقال عريقات إنه ''لا خلاف حول وجوب العمل لتحقيق الاستقلال الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة''. وتوقفت محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الثاني من أكتوبر الماضي بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية بسبب استمرار البناء الاستيطاني الإسرائيلي. ولوح الفلسطينيون مرارا بالتوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل من أجل طلب عضوية دولة فلسطين على الحدود المحتلة عام 1967 ردا على استمرار تعثر محادثات السلام، الأمر الذي عارضته الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل.