قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ستكون ذات منفعة حيوية لإسرائيل في الوقت نفسه الذي أكد فيه معارضته لاستئناف أية مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية دون وقف نهائي لعمليات الاستيطان التي عرفت وتيرة غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة. وقال الرئيس عباس أمام نواب من غرفتي البرلمان البلجيكي في العاصمة بروكسل أن السلطة الفلسطينية تأمل في تحقيق سلام عادل ونهائي في إطار دولة تعيش في سلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وأضاف انه لا يرى أي خيار آخر من غير المفاوضات لتسوية نزاع الشرق الأوسط ولكنه شدد التأكيد أن ذلك لا يمكن أن يتم مادامت إسرائيل تواصل سياسة الاستيطان التي تنتهجها في أراضي الضفة الغربيةوالقدس الشريف. وبدأت السلطة الفلسطينية منذ مدة في الترويج لفكرة الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية في حدود سنة 1967 في نفس سياق المقترح الذي تقدم به وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير قبل يومين ولاقى معارضة صريحة من طرف الحكومة الإسرائيلية. ولم يخف كوشنير قبل يومين في أن تعترف المجموعة الدولية بالدولة الفلسطينية حتى قبل تسوية العديد من قضايا الوضع النهائي العالقة ومنها رسم حدود الدولة الفلسطينية الفتية وهو ما ألّب عليه مختلف المسؤولين الإسرائيليين وجعلت وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك يلغي زيارة كان يعتزم القيام بها إلى باريس أمس قبل توجهه إلى الولاياتالمتحدة. وشرع الرئيس الفلسطيني في جولة إلى عدة عواصم أوروبية في محاولة لإعادة تحريك الدور الأوروبي في عملية السلام على اعتبار انه طرف في اللجنة الرباعية وهو الأمر الذي لم يخفه وقال انه يأمل في أن يقوم الاتحاد الأوروبي بدور سياسي في عملية السلام. واعتبر أن تصريح وزراء خارجية الاتحاد في الثامن من الشهر الماضي بجعل القدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية بداية لهذا التحرك وعبر عن أمله في أن تتحرك الإدارة الأمريكية في الاتجاه نفسه. وإذا كان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قد دعا الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 إلا أنه أكد في المقابل لا يمكن إقامة دولة دون حدود معترف بها. وجاء تصريح المسؤول الفلسطيني قبل مشاركته في اجتماع اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي على مستوى سفراء الدول الأعضاء السبعة والعشرين والذي يهدف إلى إطلاع الأوروبيين على آخر تطورات الوضع على ضوء المقترحات الأمريكية الأخيرة بشأن إجراء مباحثات غير مباشرة مع الإسرائيليين.