المنمنمات، السعودية والفن التشكيلي في رحاب ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' لا تزال جوهرة الغرب الجزائريتلمسان تحتفي تتويجها عاصمة الثقافة الإسلامية في السادس عشر أفريل الماضي، حيث توالى، منذ بداية التظاهرة، عدد كبير من الأنشطة الثقافية، الفكرية والفنية وحملت معها التنوّع والتميّز، ويحمل النصف الأخير من شهر جوان الجاري محطّات عمادها التواصل والتميّز في مختلف المجالات. ومن ضمن المهرجانات الثقافية الدولية التي كيّفت مع تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات والزخرفة، الذي يدوم شهرا كاملا سينظّم من 20 جوان الجاري إلى20 جويلية الداخل، وهو بمثابة ملتقى لهذا الفن، سيجمع أشهر الفنانين من البلدان المتفوّقة في هذا الاختصاص الفني، كما سينطلق هذا المهرجان من حقيقة أنّ الجزائر خزانة تحوي موارد ثقافية وتراثية مادية وغير مادية لا تفنى، تبقى شاهدة على موهبة فنانيها بما في ذلك الفن الراقي، وبرز هذا الفن من خلال أعمال الأساتذة الرواد الكبار، كالإخوة راسم وتلاميذهم المعاصرين الذين عرّفوا بهذا الفن الراقي في بلادنا، وهو محطّة هامة للمعجبين الذين يرغبون في الاستمتاع بموهبة الفنانين الجزائريين والأجانب. أمّا عن المعارض، فسيعرف هذا الشهر تنظيم معرض ''الفنانين التشكيليين لتلمسان وجوارها''، سيسلّط الضوء على القدرات الإبداعية لفنانين مشهورين من مدينة تلمسان وما جاورها، أمثال بشير يلّس، شكري مسيلي، محمد خدّة، عبد الحليم همش، محمد أولحاسي، نور الدين بلهاشمي، فرقة مغنية، عبد القادر بلخريصات وغيرهم. وكما جرت عليه العادة كلّ يوم أربعاء منذ بداية مارس، ستشهد دار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان عرض فيلمين وثائقيين ضمن الفعاليات السينمائية لهذه التظاهرة، إذ سيتمّ عرض الفيلم الوثائقي ''حلم النسور'' لمحمد حازورلي في الثاني والعشرين جوان الجاري، يليه ''سيدي أحمد بن زكري التلمساني'' لقدور إبراهيم زكريا في التاسع والعشرين جوان الجاري. مسرحيا، سيعرف شهر جوان الجاري، تقديم مسرحية ''لسان الدين بن الخطيب'' التي يعود نصّها إلى حسن ملياني في الثاني والعشرين جوان الجاري، وهو عبارة عن دراما تاريخية تختزل طوال ساعتين، السيرة الذاتية للعلاّمة الراحل لسان الدين بن الخطيب، بدءا من مولده (713 ه/ 1313 م) حتى وفاته (776 ه/ 1374 م)، وذلك وسط ديكور متحرّك من تصميم يحيى بن عمار. ويتناول العرض الناطق باللّغة العربية الفصحى، لسان الدين بن الخطيب، الشاعر والكاتب والمؤرّخ والفيلسوف والطبيب والسياسي، وتحرّك أحداثه 26 شخصية، تحاول الإجابة على عدّة تساؤلات، منها ما الذي يمكن أن يدفع بأحد مثل ابن الخطيب للهروب من الأندلس وهو وزيرها الأول وأديبها الأشهر، ليلتحق بتلمسان ثم فاس، كيف وصل إلى نهايته المأساوية؟، هل هي صراعات البلاط والطموحات الشخصية؟، هل هي الاضطرابات والفتن؟ هل هو الترف المادي؟.. وغيرها. وبرمجت دائرة التراث الثقافي غير المادي والكوريغرافيا، احتفالية تكريمية من العشرين إلى الثالث والعشرين جوان الجاري بدار الثقافة ''عبد القادر علولة'' لروحي الشيخين العربي ورضوان بن صاري، وتعدّ هذه التظاهرة فرصة للوقوف على مسار هؤلاء الفنانين الكبار للموسيقى الأندلسية من خلال تنظيم موائد مستديرة ومعارض حول مشوار الفنانين، فضلا عن حفلات موسيقية من إحياء جمعيات موسيقية وفنانين. وبعد الأيام الثقافية للمملكة الاسبانية، تحلّ من الثامن عشر إلى الواحد والعشرين جوان الجاري المملكة العربية السعودية ضيفة على ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' ببرنامج يضمّ إقامة العديد من الأنشطة الثقافية والتراثية المتنوّعة، التي تتحدّث عن أصالة وحضارة المملكة، على غرار عروض للأزياء السعودية والفنون الجميلة، ومعرضا للحرمين الشريفين ومعرضا عن النخلة وأنواع التمور، ومعرضا إعلامي وكذا محاضرة عن مراحل نشأة وتطوّر الرواية السعودية، إضافة إلى فرقه شعبية ستقدّم ألوانا من الفلكلور السعودي، لتهبّ بعد ذلك على تلمسان من الثامن والعشرين إلى الفاتح جويلية الداخل، نسائم كاميرونية. هذا دوليا، أمّا على صعيد الأسابيع الثقافية الوطنية وبعد تيارت، غليزان، معسكر وتيسمسيلت، يأتي الدور على قالمة، تبسة وسوق أهراس، لتقدّم أبهى ما يحملها تراثها الثقافي والحضاري الضارب في التاريخ. برنامج الجولات الفنية للنصف الثاني من شهر جوان، يحمل الكثير من الحفلات التي يحييها كوكبة من الفنانين الجزائريين على غرار هواري بن شنات، عب اللّه مناعي،طارق جنان، عبده درياسة، سيد احمد قطاي، سيلينا، الحسناوي أمشطوح، سليم هليل، نعيمة عبابسة، سماح عقلة، الشاب عقيل، نسيمة، الغازي وغيرهم ممن سيمتعون جمهور تلمسان، عين تيموشنت، وهران، سيدي بلعباس، سعيدة، معسكر، ، النعامة، بشار وتندوف.