كشفت الحكومة الباكستانيةالجديدة برئاسة يوسف رضا جيلاني أمس، عن خطة جديدة للتعاطي مع الازمة الامنية في البلاد بعد ان انتهجت سياسة "العصا والجزرة " في التعامل مع مختلف التنظيمات المسلحة في البلاد·وتعهد رضا جيلاني في سياق هذا التوجه بجعل مكافحة الإرهاب ضمن أولويات حكومته الاساسية ولكنه ابدى في الوقت نفسه استعداده للحوار مع أية جماعة مسلحة شريطة قبولها وضع السلاح والانخراط في العمل السياسي السلمي· وقال جيلاني في كلمة ألقاها أمس، أمام نواب البرلمان بعد أن نال موافقة هذا الأخير بالإجماع على رأس الحكومة في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحياة البرلمانية في باكستان أن أول اهتمامات الحكومة ستكون فرض القانون والقضاء على ما وصفه بالإرهاب في هذا البلد· وطالب العناصر الإسلامية المسلحة في حركة طالبان الباكستانية بوضع أسلحتهم ونبذ العنف والاندماج في العمل السياسي· وقال في هذا السياق أن البعض اختار طريق العنف لإسماع صوته ونحن ندعوهم اليوم إلى ترك هذا الطريق والاندماج في العمل السياسي من أجل التوجه نحو الديمقراطية· وأضاف جيلاني أن هناك حاجة ملحة لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في مناطق القبائل على الحدود الأفغانية بقناعة أن مظاهر الفقر والتهميش الذي يعاني منه سكان هذه المناطق شكل بيئة مناسبة لتنامي ظاهرة الإرهاب· وأكد عضو حزب الشعب الذي كانت تتزعمه الراحلة بنظير بوتو على إرادة حكومة الائتلاف في دراسة ومناقشة استراتيجية جديدة في مجال مكافحة الإرهاب· وهي الاستراتيجية التي تتضمن سبل فتح أبواب الحوار مع التنظيمات الإسلامية المسلحة في مسعى من الحكومة الجديدة التي تسيطر عليها المعارضة لاستعادة الاستقرار إلى هذا البلد وإرساء مبادئ الديمقراطية· وكان نواز شريف الذي تمكن حزبه من الحصول على المرتبة الثانية بعد حزب الشعب في الانتخابات التشريعية الأخيرة أكد أن حكومة الائتلاف ستقوم بمراجعة ودراسة استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب بما يتماشى والتغيرات الجديدة الحاصلة في البلاد في إشارة واضحة إلى أن سلطة اتخاذ القرارات لم تعد من صلاحية الرئيس برويز مشرف· وهو الأمر الذي أثار تخوفات الولاياتالمتحدةالأمريكية التي اتخذت من الرئيس مشرف أحد أهم حلفائها فيما تصفه باستراتيجية الحرب على الإرهاب وسارعت إلى إرسال موفدين عنها إلى إسلام أباد في مسعى لمعرفة موقف الحكومة الجديدة من هذه المسألة المحورية في السياسة الخارجية الامريكية · وكان يوسف رضا جيلاني أحد قيادي حزب الشعب والذي قضى خمس سنوات سجنا بتهمة الفساد لدى شغله مناصب حكومية أكد منذ اليوم الأول من تعيينه على رأس الحكومة الباكستانية، بأن هذه الأخيرة ستنتهج سياسة مغايرة تماما لتلك التي تبناها نظام الرئيس مشرف·وهو ما يستلزم على الرئيس مشرف إذا أراد الحفاظ على منصبه وتفادي مواجهة يجهل عواقبها مع الحكومة الجديدة اتباع سياسات هذه الأخيرة·