أعلنت حركتا التحرير الفلسطينية ''فتح'' والمقاومة الإسلامية ''حماس'' عن تأجيل اللقاء الذي كان مقررا يوم غد الثلاثاء بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل بالعاصمة المصرية لوضع آخر اللمسات على تشكيل الحكومة الجديدة. واكتفى عزام الأحمد مسؤول حركة فتح بالقول إن ''اللقاء تأجل إلى موعد سيتم تحديد تاريخه في الأيام المقبلة من اجل خلق أفضل الأجواء المناسبة لإنجاح تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية''. وأضاف أن اللقاء تم تأجيله بطلب من حركة فتح من اجل خلق الجو المناسب والسماح للرئيس عباس بالقيام بزيارة إلى تركيا بعد غد قبل استئناف المحادثات بين الحركتين. وأكد مسؤول في حركة حماس رفض الكشف عن هويته قرار التأجيل وقال إن ''ذلك يعتبر إشارة لجدية محادثات تشكيل الحكومة وتعيين رئيسها''. وكان من المقرر ان يلتقي كل من الرئيس عباس وخالد مشعل يوم غد بالعاصمة المصرية في آخر لقاء لتشكيل حكومة وطنية تتولى مهمة تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية ربيع العام القادم. ولكن اللقاءات التي جرت بين الحركتين بخصوص تشكيل الحكومة عرفت تعثرا بسبب عدم توافق الجانبين حول الشخصية التي تتولى رئاستها فبينما تصر فتح على رئيس الوزراء الحالي سلام فياض تمسكت حماس بموقفها الرافض له. وهو ما يعطي الانطباع أن سبب التأجيل قد يكون بسبب استمرار الخلاف بين الفرقاء الفلسطينيين حول الشخصية التي ستتولى منصب رئيس الوزراء خاصة وان مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية كشف أن اتصالات مكثفة ما تزال تجري برعاية مصرية بين الحركتين على أمل التوصل لتفاهمات تضمن نجاح اللقاء المرتقب في القاهرة، غير أن المصدر نفسه أكد أن جميع هذه الاتصالات ''فشلت حتى الآن'' في التوصل لحلول وسط بين الحركتين خاصة ما يتعلق بمنصب رئاسة حكومة التوافق. بالتزامن مع ذلك من المقرر أن تعقد اليوم لجنة عربية متخصصة بمقر الجامعة العربية اجتماعا بالقاهرة يخصص لبحث خيارات التوجه لطلب عضوية للدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة خلال انعقاد جمعيتها العامة شهر سبتمبر المقبل. وقال صائب عريقات العضو البارز في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان الاجتماع سيبحث القضايا القانونية والإجرائية للذهاب إلى الأممالمتحدة وما يتطلبه من خطوات واستعدادات فلسطينية وعربية. وأضاف أن القيادة الفلسطينية واللجان العربية تضع كافة خيارات هذا التوجه ''باعتباره حقا فلسطينيا''، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يتم في هذه المرحلة ''بناء أكبر قاعدة ممكنة من دول العالم في دعم هذا التوجه في ظل إغلاق إسرائيل الأبواب أمام عملية السلام''. وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية شكلت لجنة عربية خاصة لدعم التحرك الفلسطيني بطلب عضوية لدولة فلسطين في الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل ردا على استمرار تعثر محادثات السلام. من جهة أخرى نفى المسؤول الفلسطيني ما ورد في وسائل إعلام إسرائيلية بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية طرحت على القيادة الفلسطينية مبادرات لاستئناف عملية السلام مع إسرائيل. وقال ''إن كل ما قاله الجانب الأمريكي لنا في العاصمة الأردنية أخيرا هو أنه يعمل بكل جهد ممكن لإيجاد معادلة من شأنها إعادة المفاوضات على أساس خطاب الرئيس باراك اوباما''. وأضاف عريقات أن المبعوث الأمريكي لعملية السلام ديفيد هيل لم يقدم خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي عرض.