استكملت الفصائل الفلسطينية وعددها 11 فصيلا بالاضافة إلى شخصيات مستقلة بعد ظهر يوم الثلاثاء بالقاهرة التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية بعد توصل الاسبوع الماضي حركتي فتح وحماس إلى "تفاهمات" لانهاء الانقسام. و ذكرت مصادر اعلامية أن كل فصيل وقع على حده خلال لقائه مع المسؤولين المصريين الذي يطلعونه على الاتفاق لابداء ملاحظاته وموقفه من نقاط الوثيقة للاخذ بها عند التطبيق. وكانت حركة فتح قد وقعت على وثيقة المصالحة الفلسطينية يوم 15 اكتوبر 2009 بينما وقعت حركة حماس على الوثيقة الاربعاء الماضي. و من المقرر أن تجري مراسيم الاحتفال باتفاق المصالحة الوطنية غدا الاربعاء بالقاهرة وذلك بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس وقادة الفصائل والتنظيمات وعدد من الوزراء والشخصيات العربية والاجنبية. وقد توافدت الوفود الفلسطينية منذ يومين على القاهرة تمهيدا لعقد لقاءات تجمعهم مع المسؤولين المصريين قبل عقد اجتماع شامل لهم اليوم من أجل وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق المصالحة الذى ترعاه مصر. ومن المقرر أن يصل الرئيس الفلسطيني مساء الثلاثاء وان يلتقي مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي وصل إلى القاهرة الاحد. كما من المقرر أن يلتقي -حسب مصادر اعلامية- وفدا من المخابرات المصرية بكافة الفصائل كل على حده لأخذ ملاحظاتهم على الاتفاق ومن ثم التوقيع عليه. وتنص التفاهمات التي وقعتها الاربعاء الماضي في القاهرة حركتا فتح وحماس بالاحرف الاولى على اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد عام من اعلان اتفاق المصالحة على أن يتم تحديد أسماء لجنة الانتخابات بالتوافق مع الفصائل وترفع للرئيس محمود عباس ليصدر مرسوما. وستجرى الانتخابات تحت إشراف عربي ودولي مع امكانية اتخاذ كافة التدابير لضمان إجرائها في ظروف متكافئة ومواتية للجميع وفي جو من الحرية والنزاهة والشفافية في الضفة الغربية والقطاع. تم الاتفاق في هذا الصدد على تشكيل محكمة قضايا الانتخابات من رئيس وثمانية قضاة وتشكيل لجنة الانتخابات. وينص الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات وطنية انتقالية يعين رئيسها بالتوافق تكمن مهمتها في تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمصالحة الاجتماعية. كما توصلت الحركتان إلى التفاهم حول موضوع الانتخابات. كما يقضي الاتفاق في مجال الامن على تشكيل قيادة موحدة تضم رئيس واعضاء اللجنة التنفيذية والامناء العامين للفصائل. وقد وجهت مصر- حسب مصدر مسؤول- الدعوة لحضور حفل توقيع الاتفاق إلى وزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية الصين وروسيا وتركيا ووزراء خارجية عدد من الدول الأوربية والأمناء العامين للامم والمتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن فى الاتحاد الاوربى وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية. و أشارت مصادر فلسطينية في القاهرة أن مشاورات تشكيل الحكومة ستبدأ عقب التوقيع على الاتفاق كما ستتوجه لجنة عربية برئاسة مصرية إلى الاراضى الفلسطينية من أجل تنفيذ الإتفاق على الارض وإزالة أي عقبات أمام تنفيذ بنوده خاصة المتعلقة بالشق الامنى ودمج المؤسسات فى الضفة وغزة. ونص الاتفاق على الافراج عن جميع المعتقليين من حماس فى سجون السلطة ومعتقلى فتح فى سجون حماس فى قطاع غزة عقب التوقيع. وسيتم دعوة المجلس التشريعى لممارسة دوره التشريعى والرقابى فى الضفة الغربيةوغزة. ونقلت صحف محلية في القاهرة اليوم عن مصادر فلسطينية وصفتها ب"المطلعة" أن حركتي فتح وحماس توصلتا إلى تفاهم شفوي بضرورة استمرار التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل بعد توقيع اتفاق المصالحة. وقالت المصادر إن ممثلي فتح وحماس ناقشوا مسألة التمسك باتفاق التهدئة الساري حاليا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة واتفقوا على أهمية أن تلتزم أي حكومة يتم تشكيلها بعد التوقيع النهائي والشامل على المصالحة بالتهدئة مقابل أن تلتزم إسرائيل بها وتقوم بتسهيل حركة الأفراد والبضائع على المعابر. وأوضحت تلك المصادر أن قيادة حركة حماس في دمشقوغزة أطلعت ممثلي الفصائل الأخرى على هذا التفاهم الشفوي والذي تم التوصل إليه للسماح للحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الاتفاق النهائي على المصالحة بالقيام بعملية إعادة إعمار غزة وتسلم الأموال التي عرضتها الدول المانحة في اجتماع شرم الشيخ في فبراير 2009 والتي تزيد عن أربعة مليارات دولار.