أبومازن وخالد مشعل أجل الحوار الفلسطيني الذي كان مقررا في القاهرة غدا الاثنين إلى موعد لاحق بطلب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وكشف مسؤول مصري رفيع المستوى أمس السبت أن قرار الإرجاء جاء بعدما أبلغت حماس الجانب المصري عدم مشاركتها في الحوار، مشيرا إلى أن الموعد سيتحدد ريثما يتوفر المناخ الملائم وأن مصر ستستمر في اتصالاتها مع كافة القوى والأطراف الفلسطينية لنفس الغرض. * وقد أكدت حماس خبر التأجيل وقالت إنها تواصلت مع القيادة المصرية حتى اللحظة الأخيرة، ولكن رئيس السلطة محمود عباس لم يستجب لمطالبها بخصوص ملف الاعتقال السياسي. وحمّلت حماس محمود عباس وقيادة فتح المسؤولية الكاملة عن إفشال فرص الحوار استجابة للضغوط الأمريكية والإسرائيلية. على حد قول المتحدث باسمها فوزي برهوم. وبدورهما الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح حملتا حماس مسؤولية فشل هذا الحوار. وشكك الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في حجج حماس بعدم الذهاب إلى الحوار، مؤكدا أن فتح ملتزمة بالحوار على أساس الورقة المصرية. ومن جهة أخرى، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي فشل "محاولات اللحظة الأخيرة" لإجراء الحوار في موعده وان وفدها الموجود في القاهرة سيغادر إلى غزة بانتظار تحديد موعد جديد للحوار الفلسطيني بعد تذليل العقبات خصوصا بما يتعلق بالمعتقلين السياسيين ومشاركة الرئيس محمود عباس في كل جلسات الحوار. وقال مسؤول الجهاد إن الحوار يكون ناجحا لما تنتهي كل العقبات. وكانت حركتا حماس وفتح رحبتا بمسودة الرؤية المصرية للمصالحة في الحوار الوطني الفلسطيني التي تقترح تشكيل حكومة توافق وطني تتولى الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة. لكن حماس تتحفظ على عدة بنود وتطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين في الضفة الغربية قبل بدء الحوار.وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي وصل مركب جديد يحمل نوابا أوروبيين وناشطين مؤيدين للقضية الفلسطينية من دون مشاكل السبت إلى غزة رغم الحصار الإسرائيلي المفروض في ثالث رحلة من هذا النوع في أقل من ثلاثة أشهر تضامنا مع الشعب الفلسطيني.. ويقل المركب "ديغنيتي" الذي أبحر الجمعة من لارنكا في قبرص إلى سواحل غزة 11 نائبا أوروبيا غالبيتهم من البريطانيين فضلا عن ايطاليين وسويسريين وايرلنديين وناشطين في حركة "فري غزة" ومقرها في الولاياتالمتحدة والتي نظمت الرحلة. * وقال رئيس الوفد وعضو مجلس اللوردات في بريطانيا نظير احمد فور وصوله إلى شاطئ غزة وسط حضور عدد من قيادات حماس واللجنتين المنظمتين للاستقبال "جئنا هنا اليوم لنظهر تضامننا ودعمنا للشعب الفلسطيني". ووصف غزة بأنها أكبر سجن في العالم. ودعا ممثل اللجنة الرباعية توني بلير للقدوم لزيارة غزة والاطلاع على حياة الناس هناك. ويلتقي الوفد برئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية وعددا من السياسيين الفلسطينيين في إطار برنامج حافل للوفد الذي يرغب بنقل صورة واقعية عما يجري إلى مختلف برلمانات العالم. كما يعتزم المشاركون في هذه الرحلة توزيع كميات من الأدوية والمعدات الطبية ولقاء مئات الطلبة الذين حرموا من متابعة دراستهم بالخارج. وقال البرلماني البريطاني نظير أحمد "إنها لحظة تاريخية عندما يتوجه برلمانيون أوروبيون إلى غزة لإثارة اهتمام العالم بالعقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على 1.5 مليون فلسطيني". ووصف اللورد البريطاني قطاع غزة بأنه أكبر سجن في العالم. وتأتي هذه الرحلة بعد نجاح مبادرتين سابقتين، كانت أولاهما في 22 أوت عندما تمكنت سفينتان تقلان متضامنين أجانب ومعونات طبية من الوصول إلى قطاع غزة وحظيتا باستقبال شعبي عارم. وفي 29 أكتوبر الماضي وصلت إلى القطاع سفينة أخرى قادمة من قبرص وعلى متنها عدد من ناشطي السلام بينهم برلمانيون أوروبيون ومتضامنون دوليون مع أهالي قطاع غزة ومعهم كميات من الأدوية لمرضى القطاع.