تحتضن دار الثقافة بتلمسان إلى غاية 26 جوان الجاري، فعاليات الأسبوع الثقافي لولايات سوق أهراس، تبسة وقالمة، من خلال تقديم أجندة ثقافية وفنية متنوعة، تعكس تراث المنطقة والزخم الإبداعي الذي تعيشه في السنوات الأخيرة. كعادتها، فضلت هذه الولايات الآتية من أقاصي الشرق الجزائري الإعلان عن بداية التظاهرة بالإستعراضات الفروسية التي تعكس عراقتها وارتباطها بالخيل، رمز الرجولة والبطولة، من بين الفرق الموسيقية التي حضرت بقوة إلى التظاهرة نجد منها جمعية المقدادية، في الطرب وأشبيلية وجمعية المالوف والأندلس في نوع المالوف، وجعية ''الحضرة'' في العيساوة، علما أن هذه المناطق معروفة برواج العيساوة عندها والتي تحضر في كل المناسبات الإجتماعية والدينية. من جهة أخرى، تحضر جمعية أهل الديوان التي تشترك مع الحضرة في المدائح الدينية، إضافة إلى جمعية »اقرأ« المختصة في الإنشاد. جمعيات موسيقية أخرى حضرت المناسبة، منها جمعية 19 جوان من الشريعة، هذه المنطقة المعروفة بتراثها البدوي الذي يكاد يتطابق مع التراث البدوي الشاوي. حفل الإختتام سينشطه الحاج بورقعة في نوع البدوي، إضافة إلى جمعيتا الديوان والمقدادية. حضر الشعر بكل ما له ثقل في تراث هذه المنطقة، حيث كانت الكلمة لعلي مويفي بن مسعود ومرزوق الحواسي اللذين أمتعا الجمهور التلمساني بعذب الكلام، في حين نشط خشاب جلال محاضرة تناول فيها جانبا من تراث هذه المناطق، امتد النشاط إلى خارج أسوار دار الثقافة لتعميم الإستفادة، حيث استقبلت إذاعة وهران المحلية اسماعيل سامي، ليعطي نموذجا مصغرا عما يحويه هذا الأسبوع الثقافي من تراث وإبداع. هكذا يلتقي أبناء أقصى الشرق الجزائري بأبناء أقصى غربه، لتبادل الإبداع والتراث الذي غالبا ما يبقى مشتركا يجسد الهوية الثقافية للجزائر