هكذا وصف رفقاء النضال والعلم الدكتور زهير إحدادن ''رجل بأخلاق الملائكة''، بمناسبة تكريمه من قبل المجلس الإسلامي الأعلى، حيث اكتظت قاعة المحاضرات أول أمس عن آخرها من قبل الوجوه الثقافية والنضالية التي جاءت للمشاركة في هذا الحفل التكريمي. الشهادات التي قيلت في حق الدكتور زهير إحدادن بالمجلس الإسلامي الأعلى أجمعت كلها على صففته الأخلاقية النبيلة، حيث أكد الدكتور الشيخ بوعمران أنه اِلتقى به في الجامعة وكان ينوي أن يسجل في الفلسفة لكن كلية الأداب أخذته، فدرسنا معا، يقول بوعمران الشيخ: أنا ذهبت للفلسفة وهو ذهب للتاريخ، وقد وجدت في الأستاذ زهير إحدادن التواضع العلمي والنقد الموضوعي والشجاعة في اتخاذ المواقف، وله ميزة الأسلوب الحضاري لأنه إبن بجاية. أما الأستاذ مراد آيت بلقاسم، فقد استعرض حياة الدكتور زهير إحدادن من المبتدأ إلى الخبر، حيث أكد أنه من بني وغليس سيدي عيش بوادي الصومام، المنطقة التي أنجبت عمالقة في السياسة والكفاح، ولد سنة ,1939 ذهب مع والده إلى بلدية الطاهير، وفي سنة 1942 رحل إلى بجاية حيث لم يمكث بها طويلا بعد نزول الحلفاء وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية فرجع إحدادن إلى توجة، حيث اجتهد وحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى قسنطينة سنة 1946 فدخل مدرسة التعليم الفرنسي الإسلامي، وفي قسنطينة وفي سن مكبرة، شرع في العمل النضالي فانخرط في حزب الشعب الجزائري بواسطة حسن العايب إلى غاية اندلاع الأزمة بالحزب سنة 1949 من قسنطينة، انتقل إلى الجزائر العاصمة للدراسة العليا، ثم اشتغل أستاذا بثانوية مليانة سنة ,1955 ولم يمكث كثيرا بها لأن سلطات الاحتلال الفرنسي أوقفته وأودعته السجن ثم نفته إلى وهران، حيث أُلقي القبض عليه مرة أخرى وأدخل السجن الذي فرّ منه، ثم توجه إلى فرنسا حيث يتواجد شقيقه الحفيظ الذي كان من أبرز علماء الذرة بفرنسا، وفي فرنسا يضيف الأستاذ مراد آيت بلقاسم، اِلتقى بالهاشمي التجاني ومنها توجه إلى تونس، لكنه لم يدم الإقامة بها فغادرها سريعا لما رآه فيها من الإنقسامات والتوترات التي افتعلها القادة هناك، سافر إلى المغرب حيث ساعده الطيب الثعالبي، ثم تحول إلى جريدة المجاهد سنة 1957 رفقة رضا مالك وفرانز فانون ومحمد الميلي، وبقى بالمغرب إلى الاستقلال، حيث عاد إلى الجزائر سنة 1962 ودرس أستاذا بثانوية الادريسي، ثم ساهم في تأسيس المدرسة العليا للأساتذة بالقبة وعمل في مديرية النشر والتوزيع بوزارة الثقافة لمدة خمس سنوات، ومن ثم تحول إلى وزارة التعليم العالي والمدرسة العليا للصحافة. في سنة 1976 يضيف المتدخل قرر متابعة دراسته العليا بفرنسا فدرس بالساربون، ثم التحق بالجامعة الجزائرية فدرس بها، ثم تفرغ بعد ذلك في التقاعد إلى التأليف، ويرى الأستاذ مراد آيت بلقاسم أن ثقافة إحدادن ثقافة روحية، فهو مثقف طلائعي عمل لرقي الإنسان، اِتسم دائما بصراحته المتناهية وكان يقول رأيه بدون اِنحياز. ويضيف المتدخل أن روح الأسلاف وضعت بصماتها في شخضية زهير إحدادن. أما الأستاذ بوشعيب عبد العزيز، فيرى في زهير إحدادن أنه كالجرس يرن إسمه في الأذن ويتصاعد لأعماق النفوس والقلوب، وقد تغلبت عليه الأخلاق، البساطة، التواضع بل الحياء وقلة الكلام، بحيث أنه لايقول إلا ما يفعله. أما الأستاذ أمين بشيشي، فقال أن الدكتور إحدادن كان سنة 1976 في وزارة الأخبار نائب مدير مكلف بنشر الثقافة الشعبية والتاريخ، كان يلقب بزهير الملائكة، كان ذا خلق حميد من صفاء السرية ورجاحة العقل. أما الأستاذ عبد القادر نور، فقد رأى أن هناك صفة هامة في الدكتور زهير إحدادن، وهي إشرافه على أربع إذاعات إبان الثورة الجزائرية المباركة وكان معلقا سياسيا. أما الدكتور لمين خان، فقد أكد تاريخ صداقته مع إحدادن لأكثر من ستين سنة، وشاء القدر أن نلتقى في يوم واحد عند زيارتنا لعبان رمضان رحمه الله في ربيع ,1955 حيث ثم اللقاء عن طريق عمارة رشيد رحمه الله. وقد أجمع المتدخلون على أخلاق زهير إحدادن وثقافته الواسعة، وذلك أول أمس بمقر المجلس الإسلامي الأعلى الذي أقام له حفل تكريم.