تعيش عاصمة جرجرة منذ الثلاثاء الأخير عرسا إفريقيا وعربيا منفتحا على مختلف الطبوع والثقافات، وقد تجسدت في عمل استعراضي انطلق من معلب أول نوفمبر مرورا بشارع عبان رمضان إلى غاية شارع هواري بومدين وصولا إلى دار الثقافة مولود معمري المحتضنة لفعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي العربي-الإفريقي للرقص الفلكلوري التي جاءت إسبانيا ضيف شرف فيه. افتتح هذا العرس الثقافي الذي يمتد إلى غاية 10 جويلية الجاري باستعراض الفرق المشاركة في هذا الحدث والبالغ عددها17 فرقة عربية وإفريقية الممثلة ب243 مشاركا ومشاركة، إضافة إلى 11 فرقة وطنية، 3 منها ممثلة للولاية المحتضنة للتظاهرة التي ستقدم نحو 42 عرضا، كما ينتظر أن تمس عروض الفرق 17 بلدية منها تيزي راشد، تادميت، ايت يحيى، بوزقان وغيرها. ولإضفاء أجواء استجمامية على موسم الاصطياف بتيزي وزو اختيرت المدن الساحلية بكل من ازفون وتيقزيرت لاحتضان بعضن العروض التي سوف تمتع المصطافين الوافدين إلى مختلف شواطئ الولاية، إلى جانب احتضان ملعب اوكيل رمضان ودار الثقافة لعاصمة الولاية مختلف الاستعراضات والحفلات الفنية التي يوقعها نخبة من الفنانين، كما أدرجت ضمن فعاليات المهرجان لهذه السنة ولاية بومرداس التي سيستمتع سكانها بمشاهدة استعراضات للفرق المشاركة في الطبعة السادسة التي تتخللها لوحات فنية راقصة تحمل معان ودلالات مختلفة ترمز كل منها لعادات ونمط حياة كل دولة. كما برمج منظمو الطبعة معرضا خاصا بالثقافة الإفريقية بعنوان ''إفريقيا: مهد الفنون والثقافات'' يحتوي على آلات موسيقية ومجموعة كبيرة من الأزياء والمنتجات التقليدية الإفريقية إلى جانب تنظيم سوق للمنتجات والتحف التقليدية مثل الأقنعة الخشبية والتماثيل الصغيرة والحلي والأقمشة والأدوات الخزفية والسلال وغيرها، كما ستعرض عاصمة جرجرة منتجاتها التقليدية الجميلة من صناعة الفخار، اللباس التقليدي، صناعة الحلي الفضية وغيرها وذلك لإطلاع الأجانب عليها وجعلهم يكتشفون الموروث الثقافي للولاية المستضيفة. إضافة إلى تنظيم ملتقى تحت عنوان ''الرقص والجمهور'' على اعتبار أن الرقص فن ممارس من طرف جميع شعوب العالم بطرق وطقوس مختلفة تعبر عن عادات وتقاليد تميز مجتمعا عن الآخر، ومناقشة الرسالة التي يمكن تأديتها عن طريق الرقص الذي يعتبر جسرا من جسور التواصل بين الشعوب التي فرقتها الحدود وجمعها التبادل الثقافي والفكري. 8 ملايير سنتيم لتغطية تكاليف المهرجان كشف محافظ المهرجان ومدير الثقافة لولاية تيزي وزو السيد الهادي ولد علي في ندوة صحفية عقدها بفندق لالا خديجة بمدينة تيزي وزو، أنه ولإنجاح الطبعة السادسة لفعاليات المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري تم رصد ما قيمته 8 ملايير سنتيم لتغطية مصاريف الطبعة وتوفير أجواء مريحة وملائمة للفرق المشاركة. وأضاف المحافظ أن المهرجان هذه السنة سيعرف تحسنا كبيرا في شتى المجالات لاسيما في تنظيم العروض وغيرها من النقاط التي تمت دراستها في إطار ضمان إنجاح الطبعة التي ينتظر أن تعرف مشاركة ألمع نجوم الأغنية الذين يحيون حفلات فنية ساهرة يوقعها نحو 70 فنانا من بينهم محمد علاوة، أمل وهبي، رابح عصمى، اوجريح وغيرهم، إضافة إلى 60 موسيقيا الذين تتاح لهم الفرصة لملاقاة جمهورهم بتيزي وزو. وقال الهادي ولد علي بحضور مسؤول فرقة واترلو من فرنسا، كوليبالي من مالي، ومسؤولة فرقة اسبانيا ''الجزائرية'' السيدة غزالي، إن الهيئة المشرفة على المهرجان جندت كل الوسائل والإمكانيات الضرورية لإنجاح هذه التظاهرة، التي تهدف إلى ترقية الثقافة الشعبية، مضيفا أن الروابط العربية الإفريقية تاريخية ولا بد أن تعززها مثل هذه التظاهرات والنشاطات التي تضمن التواصل بين الهويات والتراث الشعبي الأصيل. فيما ستعرف الطبعة غياب كل من مصر، سوريا وليبيا بسبب الأوضاع التي تشهدها، معبرا عن تأسفه لعدم تمكن الفرق الممثلة لهذه الدول من المشاركة. ومن المؤكد أنه سيقضي الجمهور القبائلي طيلة أيام الطبعة أوقاتا ممتعة في مشاهدة العروض التي عرفت الطبعات الماضية إقبالا منقطع النظير للعائلات التي توافدت بقوة لاكتشاف تراث البلدان المشاركة والتي حاول كل منها إبراز القيم الجمالية وعادات وتقاليد كل منطقة.