فتحت، أمس، المدرسة العليا للعتاد بالحراش أبوابا للجمهور للتعرف على مختلف العتاد والآليات العسكرية التي تم عرضها بجناح الأسلحة والبصريات، وذلك للمرة الثانية منذ ,2009 حيث يجمع العديد من إطارات المدرسة أن الجمهور وبخاصة الطلبة بدأ يكتشف أهمية هذا الصرح التكويني العسكري الهام، الذي يضمن الجانب اللوجستيكي للجيش. تشهد المدرسة العليا للعتاد على مدار ثلاثة أيام إقبالاً كبيراً من طرف الجمهور، حيث تم تنظيم معرض لمختلف أنواع العتاد العسكري المستعمل في ساحة المعركة، كالدبابات والعربات المجنزرة والعربات المدولبة ومنظومات الرمي المضادة للأهداف الجوية والبرية، ويدخل هذا النشاط في إطار سياسة التفتح للجيش الوطني الشعبي، ومخطط الاتصال والتفتح على الجمهور، حسب رئيس مكتب الإيصال والإعلام والتوجيه للمدرسة العليا للعتاد بالحراش، المقدم العيد كرار، الذي أكد من خلال عرض وجيز عن المدرسة أن هذا النشاط يعد فرصة للطلبة للإطلاع على فروع التكوين التي تضمنها المؤسسة، والتي بدأت تلقى إقبالاً كبيراً من طرف الطلبة، حيث تتوفر المدرسة على 12 مستوى تكوينيا من ضباط وضباط صف ورتباء. وقد لقيت الشروحات، التي كان يقدمها إطارات الجيش بالمدرسة المختصون في شتى أنواع العتاد، اهتماماً من طرف الشباب بالخصوص منهم الفائزون الجدد في شهادة البكالوريا، وكذا طلاب المعاهد العملية المدنية المجاورة، وأيضاً الطلبة الضباط الذين أنهوا سنة من التكوين بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حيث صرح لنا أحد الطلبة من المعهد الوطني المتعدد التقنيات بالحراش أنه يزور المعرض للاطلاع على فرص التكوين بالنسبة للطلبة الجامعيين، لعله سيحول وجهته للتكوين العسكري. أما بعض الطلبة ممن أنهوا السنة التكوينية بأكاديمية شرشال، سيدخلون المدرسة العليا للعتاد الموسم القادم في إطار نظام ''أل أم دي''، فأكدوا أن هذا المعرض سيمكنهم من الالتقاء بإطارت المدرسة لإفادتهم بشروحات حول الجانب البيداغوجي وتنويرهم بمعلومات فيما يتعلق بالتخصصات، منها منظومة إدارة الرمي، الأبتوالكتروتكنيك، الوقود، العربات المجنزرة،العربات المدولبة، البيوتقني والدفع... وغيرها، مضيفين أن هذا المعرض سيفتح لهم الآفاق حول تحديد التخصصات التي تتوافق وميولاتهم وكذا قدراتهم العلمية. ولم يخل المعرض حتى من الصغار، فقد اصطحب العديد من الأولياء أبناءهم لإطلاعهم على المعرض وما يوجد به من آليات وعتاد عسكري هام، ومنها مثلا الدبابة ''ت55م'' التي تم تطويرها في الجزائر، حسب أحد الإطارات الذي راح يشرح لنا ذلك، قائلاً أن هذا النوع من الدبابات الضخمة المستوردة من روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) تم تحسينها محلياً وذلك عن طريق زيادة قوة محركها من 580 إلى 690 حصاناً بخارياً، وهي العملية التي زادت من قوة الدفع والفعالية في الميدان. وأكدت إطارات المدرسة للشباب الزائر الذين راحوا يسألون عن منظومة التكوين وفرص العمل، أن الجيش الوطني الشعبي اليوم مع تفتحه على الجمهور من جهة ولوج عالم الاحترافية، من جهة أخرى لم يعد فيه مكان لغير المتعلمين والحاصلين على رصيد علمي وتقني، فالتطورات الحاصلة في عالم التسلح والدفاع فرضت على كل دول العالم لا سيما دول العالم الثالث أن تكون في مستوى التغيرات، كي ترد على كل التحرشات وتدافع عن حياضها، وأشار أحدهم أن الجزائر تولي اهتماماً كبيراً لهذا الجانب، سواء من حيث تكوين الأفراد وتطوير المنظومة البيداغوجية، أو تحديث العتاد وتحيينه.وبإمكان الطلبة الحائزين على شهادة البكالوريا أن يجدوا ضالتهم في هذه الأبواب المفتوحة التي أقيمت من أجلهم تقريباً لتعريفهم بمختلف فرص التكوين والتخصص في المهام العسكرية النبيلة ومنه ضمان مستقبل اجتماعي جيد، وفي هذا السياق ذكر لنا أحد الأولياء الذي وجدناه مع أحد أبنائه الحاصل على شهادة البكالوريا، أنه يفكر في توجيه ابنه إلى التكوين العسكري، وذلك لعدة اعتبارات، منها الصرامة في التكوين، وضمان منصب شغل قار وحظوة اجتماعية جيدة. للإشارة، تأسست المدرسة المذكورة في1966 وأطلقت عليها عدة تسميات منها ''مدرسة التكوين التقني والإداري للإمداد في,1971 وكذا المدرسة العليا للإمداد في 1979 وأخيراً المدرسة العليا للعتاد في ,2008 حيث يعد هذا الهيكل التكويني رقماً هاماً في معادلة الدفاع الوطني المتكامل، خاصة وأنه يضمن توفير عسكريين متمكنين من استعمال العتاد العسكري وصيانته.