أشرف المدير المركزي للعتاد العميد علي عكروم أول أمس، على مراسيم تخرج ست دفعات للطلبة الضباط وضباط الصف العاملين بالمدرسة العليا للعتاد بالحراش في مختلف التخصصات التي تضمنها المدرسة في جو ميزه التنظيم المحكم، بحضور قائد المدرسة العقيد جلطي عبد الكريم ومدراء مركزيين لمختلف الهيئات العسكرية وعمداء وضباط سامين وبعض عائلات المتخرجين. وبعد أن قدم التحية العسكرية للحضور، قام العميد علي عكروم بتفقد الدفعات المتخرجة والتي تحمل اسم الشهيد البطل صحراوي محمد وهي الدفعة السادسة والعشرون لدورة القيادة والأركان، والدفعة ال54 لدورة الإتقان، الدفعة ال15 لدورة التطبيق، الدفعة ال37 للأهلية العسكرية المهنية درجة ثانية، الدفعة ال67 للأهلية العسكرية المهنية درجة أولى وأخيرا الدفعة ال37 لضباط الصف المتعاقدين، الشهادة المهنية العسكرية درجة ثانية. ومن جهته، أبرز قائد المدرسة العليا للعتاد العقيد جلطي عبد الكريم في كلمته، الحرص الواضح الذي تنتهجه المؤسسة العسكرية في مجال التكوين باعتباره الركيزة الأساسية لمواكبة التطور التكنولوجي السريع والمتنامي، مؤكدا في هذا السياق، مواصلة بذل قصارى الجهود الكفيلة بالترقية المستمرة والتطوير المتواصل للمنظومة التكوينية العسكرية، بما يتماشى وتطلعات قيادة الجيش الوطني الشعبي. كما ركز قائد المدرسة على أهمية إعادة تنظيم منظومة التكوين والتعليم وإثراء برامج التدريب وتعزيزها من خلال الاهتمام بالاستثمار في العنصر البشري الذي لابد له أن يكون من ذوي العقول النيرة والذهنيات السليمة المدركة لمسؤولياتها والمحبة لمهنتها العسكرية. داعيا المتخرجين إلى ضرورة التحلي بالانضباط والإخلاص المطلق في أداء الواجب المقدس، والالتزام بالقوانين والنظم وبمكارم الأخلاق والمبادئ والقيم الوطنية والانسانية السامية والاستفادة من تجارب وإخلاص الذين ضحوا في سبيل الوطن. وحيا العقيد جلطي روح الانضباط والمثابرة لدى المتخرجين الذين تحلّوا بها طوال فترة التكوين، مهنئا بالمناسبة كافة أفراد المدرسة على الجهود التي بذلوها لإنجاح مراسم حفل التخرج السنوي. ومن جهة أخرى، تم تقليد الأوسمة والرتب للطلبة المخرجين الأوائل والدفعات من طرف المدير المركزي للعتاد وقائد المدرسة العليا للعتاد. كما تم تقليد الرتب لعدة طلبة ضباط وضباط صف متخرجين من عدة دول شقيقة وصديقة كليبيا وتونس والصحراء الغربية وفلسطين والنيجر. وبعد تسليم وتسلم العلم بين الدفعة المتخرجة والدفعة الجديدة تابع الحضور مختلف الاستعراضات العسكرية قبل زيارة معرض الأسلحة والعتاد الحربي والبيداغوجي لسلاح العتاد حيث كانت فرصة للاطلاع على مختلف أقسام المعرض. وللإشارة ولد الشهيد صحراوي محمد، الذي حملت الدفعة اسمه، يوم 11 مارس 1922 بقرية الصحاورة بلدية بودواو بولاية بومرداس، حيث تربى وسط عائلة ميسورة الحال تمتهن الفلاحة التحق بالمدرسة القرآنية بسيدي سالم، حيث حفظ ما تيسر من القرآن الكريم. إنضم الشهيد إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية لينخرط بعدها في صفوف جبهة التحرير الوطني. وشارك الشهيد في عدة معارك ضد العدو، وقاد عدة وحدات وترقى في الرتب إلى أن أصبح ضابطا. سقط الشهيد في معركة طاحنة بين كتيبة لجيش التحرير الوطني والعدو الفرنسي في أواخر سنة 1959 في ناحية بني خلفون (شعبة العامر حاليا).