انتقل المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي المرسم لمدينة سيدي بلعباس،في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية إلى تلمسان، وفي نسخته السابعة، الذي انطلق ليلة الأربعاء بمسرح الهواء الطلق بالكدية، شهد توافدا كبيرا للتلمسانيين، في سهرة دامت إلى ساعة متأخرة، تجاوب الجمهور وتفاعلوا مع مختلف الفرق المشاركة العربية والأوربية والأسيوية منها، وحتى الفرق المحلية فصفق ورقص واستمتع باللوحات الفنية الراقصة. وبعد أن افتتحت محافظة المهرجان السيدة حنكور حليمة رسميا الفعالية، استهل البالي الفولكلوري لمدريد بعرض رقصاته التي جاءت في ثلاث لوحات مميزة تعكس عملية الاشتغال الجدي في الموروث الشعبي لاسبانيا، إذ أبهرت الحاضرين بلوحات إبداعية منقطعة النظير.وعلى اعتبار أن دولة فلسطين ضيف شرف الدورة، صدحت فرقة العاشقين بأغانيها الملتزمة ورقصها على أنغام الدبكة الفلسطينية، لتؤكد أن نضال الشعب الفلسطيني مستمر رغم كل أشكال القمع التي يتعرض له يوميا. وتعد فرقة العاشقين لسان حال القضية الفلسطينية، تأسست عام 1977 في دمشق، على يد كل من الملحن الفلسطيني الكبير حسين نازك والكاتب الفلسطيني الكبير الأستاذ أحمد حبور، إضافة إلى السيد أحمد الجمل الذي كان مسؤولا عن إدارتها آنذاك، وكونت منذ نشأتها حالة ثقافية متميزة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وجسدت نضاله من خلال لوحات غنائية متنوعة اعتمدت في بداياتها على الأغنية التراثية الشعبية. كتب معظم أشعارها الشاعر الكبير أحمد دحبور، كما شدت هذه الفرقة بأغاني من أشعار كبار شعراء فلسطين وعلى رأسهم الراحل محمود درويش، الراحل توفيق زياد، سميح القاسم، إضافة إلى أبو الصادق صلاح الحسيني، والشهيد نوح إبراهيم، وحسين حمزة والمرحوم الشاعر يوسف الحسون وآخرون، وضع معظم ألحانها الأستاذ الكبير حسين نازك، إضافةإلى السيد محمد سعد ذياب. وستقدم العروض في مسرح الهواء الطلق الذي يتسع ل 3000 مقعد، والمتواجد بمنطقة الكدية في الضاحية الشمالية من تلمسان، ويشكل واحدا من أهم المنجزات والمشاريع الضخمة التي استفادت منها تلمسان ضمن تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية. للإشارة، سيشهد المهرجان مشاركة واسعة لأكثر من 20 دولة أجنبية أروبية، عربية، إفريقية وآسيوية ومن أمريكا.