تعرف صيدليات العاصمة، منذ أيام، نقصا في بعض الأدوية قدرتها مصادر صيدلانية بأزيد من 200 دواء، اختفت جميعها من الرفوف، الأمر الذي زاد من معاناة البحث عن الأدوية بالنسبة للعديد من المواطنين خاصة وأن أغلبها ضروري لمعالجة بعض الأمراض. يأتي هذا بعد صدور القائمة الجديدة للأدوية الممنوعة من الاستيراد والمحددة ب251 دواء مما يطرح أكثر من تساؤل حول سبب هذا الاختفاء المفاجئ والذي يعتقد البعض أن يكون مقصودا. ومن بين هذه الأدوية التي أصبحت مفقودة ''روفاميسين على شكل شراب، دكتا رين، موديريتيك، سيليستان، ديبروستان، تانجيزيك وديغوكسين''. وحسب بعض الصيادلة فإن بعض الأدوية الجنيسة هي الأخرى اختفت من رفوف الصيدليات بالرغم من أنها تنتج بالجزائر من طرف مجمع ''صيدال'' كدواء ''روفاميسين'' شراب المستعمل بكثرة في علاج الأطفال. فيما لا يصل من بعض الأدوية الأخرى إلا القليل، حيث يتحصل عليها الصيادلة بعدد محدود من العلب مما أدى إلا لجوء البعض منهم إلى تخصيصها لمعارفهم وأقربائهم ومنها الأدوية الخاصة بمنع الحمل وعلى الخصوص علامتي مارسولان ومارفولان. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس قد أكد مؤخرا على هامش الزيارة التي قام بها رفقة الوفد الإماراتي إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات أن ندرة الأدوية ''مفبركة'' من طرف الموزعين، مشيرا إلى أن ثمة ضغوطا تمارس على شخصه لم يحدد طبيعتها ولا أطرافها قائلا: ''لايمكن لأي متعامل أن يضغط علي''. مشيرا إلى أنه يتصرف للصالح العام وأنه ''لا توجد أي دولة في العالم تستورد الأدوية بنفس التكلفة التي تستورد بها الجزائر''. واستطرد قائلا إن وزارته قامت بغلق بعض الوحدات التي ''لم تحترم'' مقاييس الإنتاج ودفتر الشروط، مؤكدا بأن إدارته في طريق تنظيم السوق الوطنية للأدوية وتفادي الفوضى التي عاشتها خلال السنوات الأخيرة. كما أوضح ولد عباس بأنه سيعيد النظر في الوكالة الوطنية للدواء التي كان من المنتظر أن ترى النور خلال هذه السنة، مضيفا بأنه سيأخذ الوقت اللازم لإعداد الشروط الكفيلة بهذه الوكالة، هذه الأخيرة التي تجمع كل الأطراف المعنية بالأدوية في الجزائر على أنه من شأنها أن تقضي نهائيا على الاضطرابات المتكررة التي تعرفها سوق الأدوية في الجزائر لكن بشرط أن تكون هذه الوكالة المنتظرة مستقلة عن كل جهة. للإشارة فإن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات نشرت مؤخرا بالجريدة الرسمية قائمة تضم 251 دواء ممنوعا من الاستيراد.