صدر، مؤخرا، عن دار بغدادي للطباعة والنشر والتوزيع الرواية الثالثة ''قليل من العيب يكفي'' للكاتبة الإعلامية زهرة ديك، وهي رواية تكشف عن الصراع الداخلي للإنسان وهوسه وجنونه عبر الهواجس النفسية لصحفي يعمل في جريدة هي رحلة إلى عالم متناقضات وصراعات هوية النفسية الجزائرية· فصول الرواية، التي وضعت لها عنوانها ''يحيا العيب'' ثم ''قليل من الحياة يكفي'' تنتقل بالقارئ إلى أعماق الذات لتكشف عن حقائق صادمة ومضحكة وغريبة لا نجدها إلا في الفراغ، ف ''الراحة الفعلية من حق الرجال وحدهم'' و''ليس هناك أتعس من أن تكون جزائريا'' و''خلف تلك الأوهام تقبع الجزائر'' و''الإنسان يخضع لسلطة الكلمات'' و''أحيانا تتجنى علينا الكلمات فلا نقول ما نحب قوله'' ومن ''الأحلام ما يجب ألا يتحقق'' بالرغم من أن ''الحلم هو قوة الأشياء·· وقوة الواقع''، لترفع بعد ذلك تساؤل عمن ''يعيد بكارة شعب لا يدري إن كان ولد بها أم لا؟'' وعن أسرار متنوعة عن ''الفصول في بلدنا والتي عادت لا تعرف متى تغير ثوبها'' وعن إنسان ''عندما كان رجلا كان اسمه يمشي بكعب عالٍ'' وعن مجتمع ''يحيا لأن الخبز حضر'' وعن ''جرذان باتت طبقات في الجزائر'' وعن وطن ''كلما كبرت أحلامك صغر في وجهك ولفظك'' وعن امرأة ''إذا رأيتها سعيدة فاعلم أنه محض خطأ إنساني'' والحياة ''التي تعتبر أكثر الأشياء بؤسا في هذا الوطن''· صدرت الرواية في 352 صفحة وأربعين فصلا يكشف عن صرخة من أعماق الضمير البشري الساخر من واقع المجتمع الجزائري الذي كثيرا ما يجمع بين المتناقضات، ليكشف في الوقت ذاته عن هوية النفس البشرية واختلافها من مكان إلى آخر، لتعج الرواية بالحياة والتفاصيل التي تصنع مصير أبطالها على الطريقة الجزائرية الخاصة· تدور أحداث الرواية في الوسط الإعلامي، حيث تبرز شخصية الصحفي المليئة بالانتصارات والخيبات، في صراع أزلي مع ذاته لمعرفة لماذا هو إنسان محطم، لماذا علاقته غريبة مع نفسه، مع الأشياء ومع وطنه، وفي إصراره على معرفة السبب، يخرج من ذاته ويحتمي باللامعقول، ليختار العيش في تماس مع الجنون، في فضاء للجرأة والحرية· للإشارة، فإن الكاتبة زهرة ديك قد أصدرت من قبل روايتين، الأولى حملت عنوان ''بين فكي وطن'' والثانية ''في الجبة لا أحد''·